قراصنة ونخاسون وعبيد..!!

ليست مشكلتنا أننا مارسنا العنف.. بل أننا لم نمارسه بالقدر الكافي..

 

***

شق هذا الطفل قلبي..

شق قلبي..

طفل أفغاني هو.. كان جالسا علي فراش رث لسرير متهالك في حجرة متداعية في مستشفى ليس بها دواء.. وكان قد فقد كل أهله.. الأب والأم والجد والجدة والإخوة والأخوات.. اثنا عشر ماتوا جميعا عندما سقطت عليهم قنبلة قصفتهم بها طائرات القراصنة..

ربما كان في الثالثة أو الرابعة من عمره.. لا أستطيع التحديد.. ففي عالم القراصنة مصاصي دماء كبوش وبلير يجعل فقر الدم وسوء التغذية من المستحيل تحديد عمر أي شخص.. فقد يكون الطفل في العاشرة  من عمره وتحسبه في الخامسة، وقد يكون الرجل في الثلاثين فتحسبه في الستين.

كان الطفل جالسا في سريره.. لم يكن يبكي.. ولا حتى يتأوه رغم الساق المكسورة والمحقن المغروس في عنقه.. رحت أرقبه – لهف قلبي- و أحاول أن أفسر معني التماعة عينيه.. هل كان الغضب؟ أم الفزع ؟ أم الحزن؟ أم الألم؟ أم الدهشة؟ أم عدم الفهم؟  أم الاحتقار؟..

أم الإدانة..؟

الإدانة..

أحسب يا ناس أن ما قرأته في عينيه المتعاليتين كان الإدانة..

إدانة لو وزعت علي أهل الأرض لوسعتهم..

تخيلت عيسي وموسى عليهما السلام في السماء يهرعان ليتضرعا إلي الله متبرئين ممن ينتسبون بالزور إليهما..

وتخيلت الدموع تطفر من العينين الشريفتين لحبيبنا المصطفي صلي الله عليه وسلم رحمة وتحنانا وعتابا: ألم أترك فيكم ما إن تمسكتم به لما وصلتم إلي هذه المهانة أبدا.

تخيلت القرصان بوش وقد أمرهم أن يأخذوا جمجمة والد هذا الطفل كي يشرب فيها نخب المساء..

يشرب فيها في صلف وغطرسة وشماتة وتشف وغرور..

يستخف به السرور بما فعل.. رغم أن قطيعا من الذئاب كان يمكنهم أن يفعلوا الشئ نفسه..

وتخيلت التابع بلير يمسك رمحا يطعن به موضع العفة من أم الطفل الميتة.. أمه التي غابت ملامحها خلف التراب بعد أن أخرجوها من تحت الأنقاض..

هل قلت أن التابع بلير كان يطعن موضع العفة من أم الطفل؟..

لا والله..

بل كان يطعن موضع العفة من ملوكنا ورؤسائنا و أمرائنا ووزرائنا  وقوادنا وجيوشنا وشيوخنا وقبائلنا و أحزابنا ونقاباتنا ومفكرينا  وصحفنا وكتابنا ومضاربنا ومدننا وقرانا ونجوعنا وكفورنا وواحاتنا ووهادنا وسهولنا .... وشعوبنا..

أما القرصان المجرم.. فقد بدا لي شيطانا يصيبه السعار والعطش عندما يشم رائحة بترول فلا يرويه إلا الدم..

شيطان يصيبه السعار فيتحول إلي صنف رهيب مروع أشد وحشية من الحيوانات المفترسة.. فما من حيوان مفترس إلا وله بعض صفات طيبة..  ففي الجمل حياء وفي الأسد إباء وفي الكلب وفاء وهكذا دواليك، أما هذا الصنف الذي يحمل ملامح البشر، فليس فيه من صفة حميدة، ليس إلا القسوة والغدر والكذب والخداع ونعومة الحية الرقطاء وسمها النافث، والهرب ممن هو أقوى منه، والتهام من هو أضعف.

هذا الشيطان، شيطان الحضارة الغربية، مستثار الآن، ليس بسبب أحداث 11 سبتمبر، بل لأن هذا السعار كامن فيه، كامن في وجدانه وعقيدته وتجاربه. كامن في جذوره الرومانية التي لم تنجح الديانة المسيحية السمحة في تهذيبها.. فلم تمنحها إلا غشاء رقيقا يتمزق دائما مع التجربة.

نعم.. عندما أخذ الرومان  المسيحية لم يتنصروا، بل روّموا الكنيسة!!.. و أصبح الإيمان ستارا يخفي خلفه أحط درجات الوثنية.. وهذا هو الشكل الذي يواجهنا به الغرب منذ أكثر من عشرين قرنا متسترا بالمسيحية لم يختلف أداؤه فيها عن عشرة قرون قبلها .. وفيها كان يجاهر بالوثنية..!!

***

دعونا الآن من عملية الخداع في استعمال كلمة الإرهاب لدمغنا بها، ذلك أن الترجمة الحرفية لكلمة Terrorism  هي الترويع، وهي جريمة تصل عقوبتها في الإسلام إلي الحد الأقصى والأقسى، لكنهم في إطار الغزو الفكري اختاروا كلمة الإرهاب بدلا من كلمة الترويع، وذلك لعلاقة الكلمة بالأمر القرآني الذي يأمرنا بإعداد قوة نرهب بها عدو الله وعدونا.. إنهم لا يهاجمون القرآن مباشرة.. بل يهاجمون ما فيه.. نعم..  مصطلح الإرهاب مصطلح شرعي قد جاء في كتاب الله جل وعز إذ قال الله تعالى : ( وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ) .

نفس الطريقة المراوغة استعملوها بمعاونة أذنابهم بيننا، حين استعملوا العلمانية (وترجمتها الحرفية : اللا دينية) إيهاما للناس بعلاقتها بالعلم، كذلك خلطوا بين الحداثة – وهي كفر صريح – وبين التحديث وهو مطلب كل أمة..

ولكن..

لنترك ذلك الآن ولنعد إلي سؤالنا الرئيسي:

هل مشكلتنا أننا نمارس الإرهاب؟  أم أن مشكلتنا هي أننا لم نرد علي إرهاب الغرب لنا في الوقت المناسب بالقدر المناسب.

***

السؤال المطروح إذن عن علاقة الإسلام بالإرهاب يحتاج منا أقصي درجات الدقة..

هل نحن الذين مارسنا الإرهاب؟..

هل مشكلتنا أننا نمارس الإرهاب؟؟

أم أن مشكلتنا أننا لم نمارس القدر الكافي منه لإرهاب عدو الله وعدونا.

***

في المستشفيات، وبالتحديد في وحدات الرعاية المركزة، يحدث لكثير من المرضي خلل في كيمياء الدم، فيرتفع الصوديوم وينخفض البوتاسيوم – علي سبيل المثال أو العكس. ويكون العلاج الذي ينقذ حياة المريض هو تصويب هذا الخلل، فإذا أخطأ التشخيص والتحليل، وأعطينا المريض مما يعاني من زيادته، أو جردناه مما يشكو النقص منه، فإنه يموت علي الفور.

التشخيص إذن في حالة عالمنا الإسلامي تشخيص جوهري..

والإجابة عن السؤال تحدد لنا الطريق..

وهل نحتاج إلي عملية جراحية لاستئصال الإرهاب فينا.. وهى عملية سيجريها الغرب بالطبع.. أم أن الغرب هو الذي يحتاج إلى عملية جراحية لاستئصال الإرهاب منه.. وليس في العالم من يجريها سوانا..

***

 والآن مرة أخري: هل مشكلتنا أننا مارسنا الإرهاب ونمارسه؟ أم أننا لم نمارسه بالقدر الكافي؟..

لن أجيب أنا يا قراء..

سأترك العلامة الفرنسي فرانسوا بورجا  يجيب حين سئل مرة أثناء محاضرة له عما إذا كان العنف الذي لجأت له بعض الجماعات الإسلامية هو توجه أصيل فيها ولم يكن وليد الظروف.؟..

       وأجاب بورجا: اعطني أي حزب سياسي في الغرب وأنا أحوله لك خلال أسابيع إلى الجماعة الإسلامية المسلحة باتباع نفس الأساليب التي اتبعت ضد الحركات الإسلامية.

***

أظن أن الإجابة واضحة يا قراء..

و اعلموا أن مصطلح الإرهاب قد تم صكه في المخابرات الأمريكية كي يحدث ما يحدث الآن..

ودعونا نتناول الأمر باختصار شديد..

انهزمت دولنا حضاريا وعسكريا أمام الغرب بعد أن ابتعدت عن الإسلام وذلت أمتنا بعد أن تركنا الجهاد. ملك الغرب ناصية أمرنا، ولي علينا ولاة أمور هم علينا وليسوا منا، واصطنعوا كتابا ومفكرين وشيوخا راحوا يروجون له، دعم الغرب أكثر الحكومات طغيانا وبطشا وفسادا، تململت الشعوب وهي تدرك أنها مساقة بالغرب وبحكامها وأولي الأمر فيها إلي الكارثة، حاولت الشعوب المقاومة السلمية لكن الحكومات واجهتها بمباركة من الغرب بمنتهي القسوة والبطش، كان لعنف السلطة اللامحدود رد فعله فبدأت بعض فئات الشعب تواجه عنف السلطة الهائل بعنف محدود، عنف بلغ من عجزه أنه لم ينجح في تغيير أي نظام للحكم- بغض النظر عن الأشخاص- وكان المحرك الأول لهذا العنف هو الحمية الدينية التي تدفع كل مسلم  للأمر بالمعروف  والنهي عن المنكر و إقامة شرع الله الذي أهدره الحكام بمباركة الغرب، وهنا تدخل الغرب ليصك مصطلح الإرهاب، وليهديه إلي ولاة الأمر في العالم الإسلامي، وجاء المصطلح علي هواهم، وتلقفوه بقصر نظر منقطع النظير ليرهبوا به شعوبهم، غير مدركين أن الدائرة ستدور، و أنهم مهما بلغت درجة عمالتهم فهم موظفون مؤقتون عند الغرب.

كان الغرب يقهر الأوطان ويحارب الإسلام ويسيطر على موارده ويمزق أرضه كي يمنع عنه كل بصيص أمل في استرداد عافيته، وكان ولاة أمورنا يقهرون الشعوب  .. ويحاربون الإسلام.. سفينة النجاة التي تعصمنا من طوفان الغرب. واصطنع أولئك الحكام شيوخا وكتابا يصوغون لهم إسلاما آخر غير الذي أنزل علي رسول الله صلي الله عليه وسلم..

إسلام أمريكي..

إسلام ترضي عنه اليهود والنصارى والمشركين..

إسلام لا نتحدث فيه عن الإيمان بالغيب.. بل يوصم الإيمان بالغيب بالجهل والخرافة..

إسلام لا يتحدث عن الحلال والحرام بل عن الأمم المتحدة والنظام العالمي الجديد..

إسلام لا نسمع فيه عن مذهب الإمام أبي حنيفة ومذهب الإمام الشافعي بل عن مذهب بوش ومذهب بلير ومذهب بيرلسكوني.

ونجح الغرب من خلال وكلائه، والوكلاء من خلال الكتاب والصحافيين في أن يرفعوا لواء يحرمون فيه التكفير مطلقا..

كان الكفر يحمي حصونه..

و أصبح حق التكفير مقصورا على الكفرة..

ومنعت معظم الهيئات الإسلامية  من أن تقول هذا حلال وهذا حرام أو هذا إسلام وهذا كفر..

ورتع كفار الداخل والخارج فينا.

كان البطش هائلا ومزدوجا.. وكان الغرب قرصانا.. وكان ولاة أمورنا نخاسين باعوا شعوبهم.. وكان المسلمون أشبه ما يكون بالعبيد.. وكان عليهم أن يجاهدوا لاسترداد حريتهم لكن ولاة الأمر والغرب اعتبر هذه المحاولات للتحرر إرهابا..!!

أصبحت أي درجة من درجات مقاومة فساد السلطة ولصوصيتها وإسرافها وفسادها وكفرها  وتزويرها للانتخابات وتعذيبها للناس – بأجهزة مستوردة من أمريكا – إرهابا يجب تجريمه ووصم من يمارسه بالإثم الشديد.

و أصبحت أي محاولة لتجميع الأمة كي تنهض من كبوتها لمواجهة الغرب إرهابا..

***

لو أن حكوماتنا قامت بدورها، ولو أنها نهضت بالحد الأدني الذي لا يسوغ بدونه لولي الأمر أن يحكم، وهو المحافظة علي الأمن لدولهم وشعوبهم لكان من الممكن أن نوافقهم أن الخروج عليهم إرهاب.

ولو أنهم فتحوا الأبواب أمام الشعوب لأي قدر من التغيير لكان الخروج عليهم إرهابا..

ولو..

ولو.. ولو..

***

في تجربة تربوية أجريت علي مجموعة مصطفاة من أفضل الطلبة كانوا يدرسون في معهد أمريكي لتخريج القضاة أجروا هذه التجربة:

طلبوا من مجموعة من الطلبة إجراء بحث، وتعمدوا أن يكون إجراء هذا البحث محتاجا إلي عشرة أيام لإنجازه، لكنهم سمحوا لهم بيومين فقط، وسمحوا لهم بالاطلاع علي ما يشاءون من مراجع في المكتبة، و أخفوا عنهم أمر كاميرات التصوير التي تراقبهم، وانطلق الطلبة في المكتبة يحاولون إنجاز المستحيل، لكنهم سرعان ما أدركوا استحالة المحاولة، ونسي الطلبة كل ما تعلموه، و إزاء ظرف غير طبيعي تراجعت قيمهم و إحساس كل منهم بالآخر، فراح كل واحد منهم يسارع بالكشف في المراجع، ليس لإكمال بحثه، بل لتمزيق الصفحات المطلوبة في البحث و إخفائها حتى لا يستطيع زملاؤه الوصول إليها. لقد أدرك كل واحد منهم استحالة النجاح، فتحولت مهمته إلي منع الآخر من النجاح.

وخلصت التجربة إلي أنه إذا وضعت إنسانا طبيعيا بل متفوقا في ظروف غير طبيعية فمن المحتم أن تكون تصرفاته غير طبيعية!!..

***

تري.. هل العلاقة واضحة..

لقد وضع المسلمون في شتي أنحاء العالم في ظروف غير طبيعية..

وكان من الطبيعي أن تكون ردود أفعالهم أحيانا غير طبيعية..

***

علي أنني لا أقصد المجاهد أسامة بن لادن بهذا المثل..

إنما أقصد به كل التجاوزات التي حدثت..

***

عندما نقول أن شخصا ظل يدخن السجائر ثلاثين عاما فكان من الطبيعي أن يصاب بسرطان الرئة فليس معني قولنا هذا أننا نوافق علي إصابته بسرطان الرئة و أننا نشجع السرطان..

وعندما نقول أن أمريكا والغرب ظلوا يمتهنون العالم الإسلامي طيلة قرون وقرون حتى كان من الطبيعي أن يحدث ما حدث في 11 سبتمبر فليس معني ذلك أننا نؤيد ما حدث أو نرحب به..

فقط نقول أنه أمر طبيعي.. وكان لابد أن يحدث..

وتماما.. كما أن الاستنكار تجاه السرطان لا يجدي في حالة مثلنا الأول، إنما يجدي أن نستنكر التدخين ثلاثين عاما فهو الذي أدى به إلي ما صار إليه. والاستنكار هنا يدفع الآخرين إلي عدم تكرار السبب كي لا تتكرر ذات النتيجة..

كذلك تماما في أحداث 11 سبتمبر..

إدانة الأسباب التي أدت إليه هي وحدها المجدية.. وهي التي تمنع تكراره..

أما ما حدث في 11 سبتمبر فليس إرهابا.. إنه أمر طبيعي .. ونتيجة طبيعية .. كالسرطان.

***

من خلال هذا كله نستطيع القول أن أسامة بن لادن ، حتى لو كان هو المسئول عما حدث في 11 سبتمبر ، ليس إرهابيا..

لقد حاول القيام بما عجزت عنه جيوش أنفقت علي السلاح في العشرة أعوام الأخيرة فقط ألف مليار دولار..

جيوش لم تطلق منها رصاصة واحدة لحماية الأمن القومي.. بل كانت كل جهودها لتهديده.

حاول القيام بما لم يقم به حكام  وكان واجبهم أن يقوموا به.

حاول القيام بما كان يجب أن تقوم به شعوب فلم تقم به.

حاول أن يقوم بدور أمة..

أنفق ثروته كلها : وهي مئات الملايين من الدولارات  علي الجهاد في سبيل الله، مرة ضد طواغيت الإلحاد المجاهر ومرة ضد الوثنية التي روّمت الكنيسة.

أنفق المال في سبيل الله وكان ذلك غريبا علي حكام تعودوا أن يسرقوا مال الله..

جهز المجاهدين من ماله فقاتلوا وقتلوا وقُتلوا في سبيل الله..

جيوشنا كانت تقتل شعوبنا في سبيل الغرب..

ولو أن الجيوش كانت تواجه جيوشا لكان من الواجب اتباع قوانين الحرب وعدم التعرض للمدنيين..

لكننا كنا إزاء وضع غير طبيعي،  لفرد يواجه  القراصنة الذين حولوا حكام بلاده إلى نخاسين ، فكان من الطبيعي أن يكون رد الفعل غير طبيعي..

***

إنني يا قراء أصل إلي الحد الأقصى.. و أفترض أن المجاهد أسامة بن لادن هو الذي قام بأحداث 11 سبتمبر..

لكنني بالرغم من ذلك مازلت أشك كثيرا أنه فعلها.. لكنني وقد وصلت للحد الأقصى فلم يعد الولوج في غيره ذا أهمية..

***

فلنتجاوز الآن عن أن الحكام لم يكونوا مجبرين عما فعلوا.. لأن أقل قدر من التعاون والاتحاد كان كفيلا بردع أمريكا و إسرائيل ..

لكنهم لم يفعلوا..

تصرف كل حاكم بدولته كما يتصرف الطفل الفاسد المدلل بدمية يعبث بها، فإذا ما أراد أحد أن يأخذها منه دمرها تدميرا..

كانت غاية كل حاكم أن يستمر في ملكه .. مهما كانت النتائج وخيمة.. و أدرك الغرب هذا وشجع عليه.. وصارت كلمة الوحدة بين بلاد المسلمين أبغض الكلمات عند الحكام.. وارتضوا الشرذمة حتي تداعت علينا الأمم كما تتداعي الأكلة علي قصعتها.. وليس ثمة وجاء إلا وحدة الأمة.. لكن خضوعهم للبيت الأبيض والشيطان أهون عليهم من الخضوع لله..

في ظل هذا الوضع المأساوي أتي أسامة بن لادن فهاله ما رأي..

***

فلنواصل الافتراض إذن.. ولنقل أن أسامة بن لادن هو الذي فعلها ثم هرب إلي أفغانستان..

فهل يسوغ هذا لأمريكا.. أقوي و أغني دولة في العالم أن تهاجم بهذه الوحشية أفقر دولة في العالم.. و أن تقتل منها حتى الآن آلاف المدنيين انتقاما لرعاياها المدنيين!!..

مئات سوف يصبحون ألوفا..

منهم أسرة هذا الطفل الذي شق قلبي..

***

هل يسوغ ذلك الإجرام الأمريكي والذي تبدي في قصف محطات الكهرباء في بلد يعاني من الجفاف والمجاعة وهي تعلم أنه يعتمد في إمداداته من المياه علي المضخات الكهربائية.

هل يسوغ ذلك الإجرام الأمريكي بقصف مخازن الغلال التابعة للأمم المتحدة حتى تتحكم بغلالها وحدها في الشعب الأفغاني فتجوع من تشاء وتطعم من تشاء.

وهل يسوغ ذلك الإجرام الأمريكي بإلقاء مساعداتها الغذائية في المناطق التي تعتزم إنزال قوتها البرية فيها ، وذلك حتى يتدافع الناس إليها فيطهروها بأجسادهم من الألغام، حتى يتمتع القرصان الأمريكي بالأمان حين ينزل..

هل..

وهل..

وهل..

***

وبعيدا عن أحكام الشريعة الإسلامية، فهل تنصاع أمريكا للقانون الدولي، إن بوش الأب متهم بارتكاب جرائم حرب بحكم محكمة أمريكية لجرائمه في العراق، فهل تسلمه أمريكا للعراق كي يحاكم فيها..

وهل يسلمون المجرم شارون..

بل هل يسلمون ذلك الجنرال الفرنسي الذي اعترف أنه قتل مئات الجزائريين من التعذيب.؟..

***

ما يحدث أيها القراء هو إجرام وثني تمارسه  قوة وثنية تتستر في المسيحية واليهودية، وهو إرهاب فاجر ومجرم يستهدفنا كمسلمين ولا أمل لنا إلا في اتباع الأمر القرآني بأن نعد لهم ما استطعنا من قوة .. لكي نرهبهم بها..

أما عن السؤال : كيف؟ فلقد حاول أسامة بن لادن أن يجيب عن السؤال.. ولا أملك إلا الدعاء له بالنصر.. لكن السؤال الذي حاول هو الإجابة عنه.. فهو مسئولية الأمة كلها..

***

هل قرأتم يا قراء..

وهل تفهمون الآن قول العلامة الفرنسي بورجا: اعطني أي حزب سياسي في الغرب وأنا أحوله لك خلال أسابيع إلى الجماعة الإسلامية المسلحة باتباع نفس الأساليب التي اتبعت ضد الحركات الإسلامية .

وهل تدركون الآن أن مشكلتنا ليست أننا قد مارسنا الإرهاب، بل مشكلتنا أننا لم نُرْهب عدو الله..

لم نرهبه.. فانكشفت بلادنا و أمتنا وعاث فيها الإرهابيون فسادا حتى وجدنا أنفسنا في هذا الوضع الزري..

لم نرهبه.. فلم يعد بيدكم إلا أن تروحوا مثلي .. ترقبون ذلك الطفل الذي شق قلبي.. فيشق قلوبكم دون أن تستطيعوا مد يد العون.. ترقبون في عينيه المتعاليتين إدانة لو وزعت علي أهل الأرض جميعا لكفتهم.. ولو وزعت على المسلمين جميعا لقادتهم إلى جهنم..

 

السابق

المحتويات

التالي