بوش الدجال

من دخل جنته هلك.. ومن دخل ناره نجا..

 

الاختيار ليس أن نكون مع أمريكا أو مع الإرهاب.. بل مع أمريكا ( الشيطان ) أو مع الله..

من يفتي بجواز التحالف مع أمريكا لضرب أفغانستان ملعون حتى لو تعلق بأستار الكعبة.. فاسق حتى ولو كان شيخ الأزهر..

 

***

 

ينفجر الغضب في قلبي حتى يكاد يقتلني.. وليته قتل..!!

تتأجج النار بين جوانحي.. حتى تكاد تخنقني.. وليتها تخنق..!!..

تقبض أصابعي على جمر لا يستقر فيها و إنما ينتقل منها ليسرى في العروق مسرى الدم وليدخل كل خلية من خلاياي حتى يصبح لكل خلية أتونها الخاص تحترق فيه..

ذلك يا رب.. يا قهار يا جبار يا مذل.. يا علام الغيوب .. لأن أعداءك.. حطب جهنم من كتاب وفقهاء سلطان وساسة .. يريدون منا أن نحول أمريكا  إلى مطلق علينا أن نؤمن به سرا وجهرا.. وعلينا أن نؤمن بغيبها – فما تقوله هو الصواب ولو كان بلا دليل.. وما ترفضه هو الذنب الأكبر وعقوبته جاهزة ناجزة.. وفى نفس الوقت.. يريدون يا رب أن نكفر بك.. و إلا كنا مع الإرهاب..

وليس الاختيار المعروض أن نكون مع أمريكا أو الإرهاب.. بل مع أمريكا أو الله..

لقد حاربونا وجرمونا وحاصرونا وافتروا علينا الأكاذيب لأننا نقول قال الله تعالى  وقال الرسول صلى الله عليه وسلم..

و الآن يريدون منا أن نردد خلفهم: قال بوش .. وقال باول..

وأن يكون إيماننا بما يقولان إيمانا مطلقا..

***

هل سميتهم حطب جهنم..

ذلك لا يكفي..

من لي بكل قواميس الدنيا لأجمع منها كل ما يستحقونه من نعوت ..

بل من لي بمن يصك من الحروف كلمات لم تنطق من قبل أبدا لأصف بها  إجراما وكذبا لم يسبق مثله في العالمين..

من لي بألفاظ لم تعرفها القواميس قط .... لتصف ذلك المشهد الدامى لأقوى دولة فى الدنيا.. لا تكتفي فقط بتجييش جيشها الجبار للهجوم على بلد فقير يعاني المجاعة لمجرد شبهة على فرد – وليس على الدولة -  لم يقم عليها أي دليل..

هل رأيتم يا قراء إجراما أكثر.. أو وحشية أشد..

وهل رأيتم كذبا أفجر من ذلك الكذب الذي يصف هذا البلد بأنه راع للعالم الحر ولحقوق الإنسان..

هذا الراعي الذى يقيم الدنيا ولا يقعدها من أجل أربعة آلاف مدني من رعاياه هو الذي يملك ولا فخر أكبر قائمة فى التاريخ لضحاياه من المدنيين .. عشرات الملايين..

***

فلكي تكون – أيها القارئ – متحضرا، بل لكي تكون مجرد إنسان ، عليك أن تبدأ أي حديث بتقديم القرابين إلى الأوثان في واشنطن و إلى مسيخها الدجال الذي أعلن بدء الحرب الصليبية  بإدانة عمليات الإرهاب في نيويورك وواشنطن في 11 سبتمبر..

فإن عنّ لك أن تذكر شهداءنا وضحايانا فأنت إرهابي متخلف وحشى همجي لا تجوز عليك رحمة ولا عقاب لك إلا القتل..

***

لو أنني فقأت أيها القارئ عينك..!!

فهل أنا مجرم؟!!..

أم نبحث أولا ماذا فعلت أنت بي..

فإن كنت قد فقأت عينيّ كلتيهما فأنت المجرم ولا ريب..

هكذا يقول شرعنا وبهذا تنطق شريعتنا إذ روي عن الفاروق عمر بن الخطاب أنه قال ما معناه: إذا جاءني رجل مفقوءة عينه فلا أحكم له حتى أرى خصمه فقد تكون مفقوءة عيناه..

***

ماذا تقول أيها القارئ فيمن ينظر إليك مهددا مزدريا في كبرياء و أنفة واستعلاء كي يقول لك:

لا تربط بين الأمرين.. لا تربط بين فقأ العين وفقأ العينين..

ماذا تقول؟!..

***

لكنها لم تكن عينان فقط ما فقئتا..

فعدد من قتل – في عالمنا العربي فقط - بسبب الحلف الصليبي الصهيوني الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية  في نصف القرن الأخير يتجاوز ثمانية ملايين مسلم..

ما يحدث في فلسطين الآن ترونه يا قراء بأعينكم ولستم بحاجة إلى أن أصفه لكم..

ولكن تذكروا أن مسيخ أمريكا لم يعتبر أبدا أن قتل المدنيين و الأطفال والشيوخ والنساء إرهابا بل لقد استعمل الفيتو كي يمنع إدانة مرتكبيه..

قصف المدنيين بالدبابات والصواريخ والطائرات و الأسلحة المحرمة واليورانيوم المشع مباح وحلال ودفاع عن النفس لكن مواجهة الدبابات بالحجارة إرهاب..

نعم..

مسيخ أمريكا مجرم..

رئيس أمريكا مجرم..

ولست أنا الذي أقول ذلك.. بل يقوله أمريكي .. وليس أمريكيا عاديا .. بل دارس قانون من طراز رفيع شغل ذات يوم أرفع المناصب القانونية في الولايات المتحدة نفسها.. منصب النائب العام.. والرجل هو رامسى كلارك..

ثم يعقب أمريكي آخر.. ويهودي أيضا هو نعوم تشومسكي بقوله:

"إن هناك  ما يكفى من الأدلة لاتهام كل الرؤساء الأمريكيين منذ نهاية الحرب العالمية الثانية بأنهم مجرمو حرب"..

***

لقد مارست أمريكا تعتيما إعلاميا كاملا علي عملياتها في أفغانستان خاصة بعد أن أظهرت الأيام الأولي للحرب مدي الهمجية والبربرية الأمريكية لينتهي الأمر بقصف مكتب قناة الجزيرة وليكون البث كله بعد ذلك خاضعا للرقابة الأمريكية.

لا نعرف الكثير إذن مما حدث في أفغانستان، لكننا نستطيع قراءة المنهج والسلوك والأداء في مناطق أخري من العالم قام بفضحها أوروبيون و أمريكيون.

ورد في   كتاب : "التنكيل بالعراق : العقوبات والقانون والعدالة" لمؤلف إنجليزي هو جيف سيمونز[1]: " إلى المليون طفل عراقي الذين قتلتهم الحرب البيولوجية الأمريكية في عقد التسعينيات، وإلى مئات الآلاف الآخرين الذين سيلحقون بهم في الأشهر والسنوات القادمة " …

كما ورد قول نعوم تشومسكى: " … التنكيل بالعراق سجل حافل بالجرائم الرهيبة المستمرة ، يصدم القارئ، ومن شأنه أن يُشعرنا جميعا بالعار.."

وقول النائب البريطاني تونى بن : " إنه سجل متّقد بالغضب، و أكاديمي موثّق في آن معا"..

وقول هوك ستيفنز : " … وصف مدمر… لقد نجح المؤلف من خلال وثائقه الوفيرة وبسطها بأسلوب ساخط لاذع في تسليط ضوء قوى على أكثر جرائم الإبادة الجماعية وحشية في القرن العشرين .."

يصرخ مؤلف الكتاب : " إنني أشعر بالعار المتسم بالعجز إزاء ما حكمت به حكومتي والمتواطئون معها في الإبادة الجماعية، أولئك المشلولون نفسيا، ومن ينقلون الشعور بالذنب.."[2]

ولنقرأ ما أورده الكتاب من شهادات كتاب أجانب …

يقول ديتر هانوش الموظف بالأمم المتحدة : " إن شحة الغذاء المخيفة تسبب أضرارا لا يمكن معالجتها لجيل كامل من الأطفال العراقيين … بعد 24 عاما من العمل في الميدان، ولا سيما في أفريقيا ابتداء من بيافرا لم أكن أعتقد أن أي شئ يمكن أن يصعقني، غير أن هذا لا يمكن مقارنته بأسوأ السيناريوهات التي شاهدتها …"

جريج لاموت صحفى بريطانى يحكى:" إنه أبشع شئ رأته عيناى في حياتي، الجثث في كل مكان، وأشلاء الجثث في كل مكان."

***

تستطيع أن تقرأ أيها القارئ من الآن نتائج الهجوم الأمريكي على أي بلد إسلامي.. تستطيع أن تقرأ نتائجه فيما حدث في العراق و أفغانستان..كما تستطيع بنفس الطريقة أن تقرأ ذات النتائج لما سيحدث فى ستين بلد إسلامي إن لم تتحد لمواجهة الوحش الأمريكى..

ولنعد إلى كتاب جيف سيمونز في حديثه عما فعلته راعية العالم الحر والأمينة على الحرية والديموقراطية والشفافية وراعية حقوق الإنسان:

مراسل مجلة نيوزويك الأمريكية يحكى: "مررنا بجنود موتى راقدين، وكانوا بلا علامة عليهم، ووجدنا آخرين بتروا بترا شديدا، ساقان في سروالهما على بعد 50 ياردة من نصف الجسم الأعلى.."

 صحفي بريطاني آخر علق ساخرا: " كانت الحرب نووية بكل معنى الكلمة، جرى تزويد جنود البحرية والأسطول الأمريكي بأسلحة نووية تكتيكية، والأسلحة المطورة أحدثت دمارا يشبه الدمار نووى، استخدمت أمريكا متفجرات الوقود الهواء المسماة Blu-82 وهو سلاح زنته 15000 رطل وقادر على إحداث انفجارات ذات دمار نووى حارق لكل شيء في مساحة تبلغ مئات الياردات.  الأبشع قنابل اليورانيوم المستنزف التي جرى استخدامها لأول مرة، وهى أرخص و أحط طريقة للتخلص من نفايات  المفاعلات والمحطات النووية، الدبابات الأمريكية أطلقت ستة آلاف قذيفة يورانيوم، والطائرات أطلقت عشرات الآلاف، وتقرير سرى لهيئة الطاقة الذرية البريطانية يقدر ما خلفته قوات التحالف في ميادين الحرب بما لا يقل عن أربعين طنا من اليورانيوم الناضب، أضف ما جرى من تدمير المفاعل النووي العراقي ومحطات الطاقة ومصانع الكيماويات، وهكذا توالت كوارث الحرب الأكثر تسميما في التاريخ، وتقدر مصادر غربية أن هناك 800 طن من غبار وذرات اليورانيوم الناضب سوف تستمر في الهبوب على شبه الجزيرة العربية لمدى طويل جدا، فقد تم تلويث الهواء والتربة والأنهار بكميات مفزعة من الإشعاع المسبب للسرطان، والكارثة مستمرة لآلاف السنوات القادمة، الأطفال يلعبون ببراءة بدمى مصنوعة من قذائف اليورانيوم، والنتيجة موت بطئ ومؤكد، مكتب السكان الأمريكي يقول أن عمر العراقيين هبط 20 سنة للرجال و 11 سنة للنساء، ونصف مليون حالة وفاة بالقتل الإشعاعي في العاجل والآجل، سبقت حرب الإبادة المحرقة وتلتها واستمرت حتى الآن في حصار غير مسبوق ولا ملحوق في وحشيته.."

ولنترك – مؤقتا- جيف سيمونز الذي كشف لنا ما حدث للعراق، والذي نحاول منه أن نستكشف ما حدث لأفغانستان وما سيحدث لستين بلد إسلامي.. لنتركه فلدينا شاهد أمريكى يطل علي بعض الحقيقة غما جري في أفغانستان.

فقد نشرت جريدة "بلتيمور كرونكيل" الأمريكية التي تصدر شهريا في عددها الصادر في شهر ديسمبر 2001 م  تحقيقا جاء فيه "أن القاذفات الأمريكية قصفت أفغانستان بقذائف اليورانيوم المستنفد؛ وهو ما أعطى للأفغان الذين يموتون من الجوع والقصف الفرصة لأن يذوقوا لأول مرة الموت بطعم مختلف، وهو مجموعة الأمراض السرطانية والفشل الكلوي الذي يسببه الغبار المتطاير عن قذائف اليورانيوم المستنفد"، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة قصفت أفغانستان بصواريخ "توماهوك" وقذائف أخرى طائرة، ومعظم هذه القذائف من اليورانيوم المستنفد.

وأوضح التحقيق الذي نشرته الصحيفة أن المسألة لن تقتصر على مجرد استنشاق الغبار المتطاير عن قذائف اليورانيوم المستنفد، وإنما يتعداه إلى تلويث نهر كابول وهو مصدر المياه الرئيسي بأفغانستان؛ وهو ما يعني انتشار الأمراض السرطانية، خاصة سرطان الدم بين الأفغان، والحمى النزفية، وتقويض الجهاز المناعي في الجسم البشري.

كما أبرزت الجريدة الشهرية أن هذه المخاوف لم تقتصر على أفغانستان فقط، وإنما انتشر الخوف ليشمل وسط آسيا؛ حيث ينتظر أن تحمل الرياح والأنهار غبار قذائف اليورانيوم إلى جيران أفغانستان، خاصة باكستان التي سوف ينالها النصيب الأوفر من هذا الغبار بتلويث مياه نهر "إندوس" الباكستاني الذي يعد نهر كابول أحد روافده.

وجدير بالذكر أنه فيما أوقف كثير من الدول استخدام اليورانيوم المستنفد في صنع قذائفها، فإن وزارة الدفاع الأمريكية (بنتاجون) وحلف شمال الأطلسي (ناتو) يصران على أن الأعراض التي ظهرت على المدنيين والجنود العراقيين والصرب في حرب الخليج الثانية 1991 وحرب البلقان ليست بسبب هذا النوع من القذائف.

وكانت كل من إيطاليا وفرنسا والبرتغال قد طالبوا الناتو بوقف استعمال هذه القذائف، خاصة بعد أن تأكد لدى هذه الدول أن الجنود الذين شاركوا في حربي الخليج الثانية والبلقان أصيبوا بأمراض تشير بما لا يدع مجالا للشك في أن اليورانيوم المستنفد كان سببا مباشرا في ظهورها.

ويقول عدد من الخبراء: إنه لا تنبعث عن اليورانيوم المستنفد في حالته الطبيعية إلا كميات قليلة جدا من الإشعاعات، ولكن عند اصطدام القذائف المصنوعة منه بجسم صلب تتحول إلى غبار وأبخرة تسبب أضرارا صحية بالغة بعد استنشاقها.

وقد جزم العديد من العسكريين الذين شاركوا في حرب الخليج الثانية ضد العراق أن لهذه المادة دورا في العلل الصحية التي يعانون منها، والتي أطلق عليها بشكل عام "مرض حرب الخليج"، وأن مواليد هؤلاء العسكريين يولدون بمجموعة من الأمراض والتشوهات الخلقية.

وكانت الولايات المتحدة قد استخدمت وحلفاؤها قذائف اليورانيوم المستنفد ضد العراق في حرب الخليج الثانية بكثافة، حتى قيل إن مجموع ما تم قصف العراق به من هذه القذائف وصل لـ 300 طن، وهو ما تسبب في زيادة نسبة الأورام السرطانية في العراقيين بشكل حاد، ووصلت هذه الزيادة إلى 600% بالنسبة لسرطان الدم في جنوب العراق، خاصة بين الأطفال –حسب تقرير جريدة "بلتيمور كرونكيل"-. وفيما نالت العراق هذه الحجم الضخم من قذائف اليورانيوم المستنفد، فإن يوغسلافيا نالت 3% فقط من هذه الكمية، أي حوالي 10 أطنان فقط.  

تري .. كم طنا قذفت بها أفغانستان؟!

ربما نعرف – كما حدث مع العراق – بعد خمسة أعوام.. وربما لا نعرف أبدا.. فراعية الشفافية والحرية تفرض حظرا شاملا علي الإعلام.. والدولة التي طالما نددت بدول الستار الحديدي وضعت حول نفسها ستارا يبدو الستار الحديدى إزاءه مجرد لعبة أطفال.

 و لأننا لا نعرف ماذا حدث وماذا يحدث فليس أمامنا إلا العودة إلى ما حدث في العراق لنقرأ منه ما يحدث الآن وما سيحدث.

يواصل جيف سيمونز: " إن الولايات المتحدة هي المهندس الراعي لعملية الإبادة هذه التي تستمر منذ أعوام، ويعمل المسئولون الأمريكيون عن قصد وبتصميم قاس وفظ على منع الإعانة عن شعب يعانى الجوع والمرض، ولا تنفى واشنطن هذه الحقائق البشعة.."

***

لا تربط بين الأمرين.. بين ما فعلته أمريكا بالعالم وما تفعله وبين أحداث 11 سبتمبر.

ولكي تكون متحضرا  لا تذكر ما أحصاه جيف سيمونز ونعوم تشومسكى من  جرائم الأمريكيين …

تلك الجرائم التي تبيد فيها أمريكا  الشعوب والأمم من أجل أطماعها الوحشية:

في ليبيريا قتل في أوائل عقد التسعينيات أكثر من 150 ألف شخص ، وقتل الآلاف في زائير (أرغم نصف مليون شخص على هجر منازلهم بسبب التطهير العرقي  )، وشرد مليون نسمة في سيراليون ، ومات زهاء60 ألفا في الحرب والمجاعة عام 1990 وحده ، وفي أنغولا مات 20 ألفا أثناء حصار منظمة يونيتا لمدينة كويتو الذي استمر 8 أشهر، وهو حدث بين أحداث مماثلة عدة، السياسات الاستراتيجية الأمريكية في أفريقيا التي لا يكشف عنها ...

. . . أصبحت القوة الجوية الملكية والقوة الجوية للجيش الأمريكي راعيتي القصف الاستراتيجي ومضيتا في إتقان أسلوب التدمير الواسع للمدن باستعمال القنابل الحارقة . . .  كان الجنرال جورج مارشال ، رئيس الأركان ، قد أمر مساعديه في الواقع بتخطيط هجمات حارقة (تحرق الهياكل الخشبية والورقية للمدن اليابانية الكثيفة السكان . وفي إحدى الليالي دمرت 334 طائرة أمريكية ما مساحته 6 1 ميلا مربعا من طوكيو بإسقاط القنابل الحارقة، وقتلت 100 ألف شخص وشردت مليون نسمة . ولاحظ الجنرال كيرتس لوماي بارتياح أن الرجال والنساء والأطفال اليابانيين قد أحرقوا، وتم غليهم وخبزهم حتى الموت). كانت الحرارة شديدة جدا حتى أن الماء قد وصل في القنوات درجة الغليان وذابت الهياكل العدنية وتفجر الناس في ألسنة من اللهب . وتعرضت أثناء الحرب حوالى 64 مدينة يابانية، فضلا عن هيروشيما وناغازاكي ، إلي  مثل هذا النوع من الهجوم . ويشير أحد التقديرات إلى مقتل زهاء 400 ألف شخص بهذه الطريقة. وكان هذا تمهيدا لعمليات الإبادة التي ارتكبتها الولايات المتحدة ضد أقطار أخرى لم تهدد واشنطن.

وبين عامي 1952 و 1973 ذبحت الولايات المتحدة في تقدير معتدل زهاء عشرة ملايين صيني وكوري وفيتنامى ولاووسي وكمبودي . ويشير أحد التقديرات إلى مقتل مليوني كوري شمالي في الحرب الكورية وكثير منهم قتلوا في الحرائق العاصفة في بيونغ يانغ ومدن رئيسة أخرى، ويذكرنا هذا بالهجمات الحارقة على طوكيو (القتلى حوالى 3 ملايين ) .

 وشهد الجنرال ايميت اودونيل ، قائد قيادة قاذفات القوة الجوية في المشرق الأقصى، في جلسات الاستماع المكارثية أن "شبه الجزيرة الكورية برمتها تقريبا في حالة مفجعة، إذ دمر كل شيء ولم يبق شيء يستحق الذكر قائما"، وأن دخول القوات الصينية المفاجئ كوريا الشمالية لردع ماك ارثر من عبور نهر يالو إلى الصين قد منح قاذفات القنابل الأمريكية فرصا جديدة للقتل الجماعي . (كنا بلا مهام طيران حتى قدم الجيش الصيني ، إذ لم يكن قد بقي هدف في كوريا : سجلات جلسات الاستماع المكارثية) وبعد أقل من عقد واحد أخضعت فيتنام ولاوس وكمبوديا إلى النوع نفسه من المعاملة .

وذكر الراهب البوذي الفيتنامى ثيتش ثين هاو أنه بحلول منتصف عام 1963 سببت حرب فيتنام مقتل 160 ألف شخص، وتعذيب وتشويه 700 ألف شخص، واغتصاب 31 ألف امرأة ، ونزعت أحشاء  3000 شخص وهم أحياء ، وأحرق 4000 حتى الموت ، ودمر ألف معبد ، وهوجمت 46 قرية بالمواد الكيماوية السامة . . الخ . وأدى القصف الأمريكي لهانوي وهايفونغ في فترة أعياد الميلاد  من عام  1972إلى إصابة أكثر من 30 ألف طفل بالصمم الدائم . وبعد الحرب بينما عانى الأمريكيون الكرب بسبب 2497 جندبا مفقودا كافحت العوائل الفيتنامية للتكيف مع 300 ألف مفقود. وربما بلغ عدد القتلى في فيتنام 4 ملايين فضلا عن ملايين كثيرين آخرين من المعوقين والمصابين بالعمى والصدمات والتشويه . وتقلصت فيتنام إلى بلد للقبور ومبتوري الأعضاء والأرض المسممة واليتامى والأطفال المشوهين .

لعل مجموع الموتى والمشوهين ، ضحايا الأيديولوجيا الغربية ، يصل إلى 22 مليونا، إلا أن الكآبة الأمريكية بسبب (مرض فيتنام ) لا علاقة لها بذلك .

إن دماء الكوريين والفييتناميين واللاووسيين والكمبوديين ليست وحدها التي لوثت الأيدي الأمريكية التي لا يمكن محو الدماء عنها. فقد شاركت الولايات المتحدة على نحو مباشر وغير مباشر في عمليات التعذيب والتشويه والقتل في أقطار كثيرة أخرى في أنحاء العالم . وثمة تواطؤ أمريكي واضح في المجازر الإندونيسية والحروب ضد الناس المكابدين في أمريكا الوسطى (نيكاراغوا والسلفادور وغواتيمالا وهندوراس : قتل مئات الآلاف الآخرين عن طريق الأسلحة الأمريكية والتدريب والمشورة الأمريكيين ونيابة عن أمريكا) في الاضطرابات المدنية الأمريكية (الصراع الدامى في وأنغولا وموزمبيق ناميبيا وغيرها)، وفي أعمال القمع التي ارتكبها الطغاة الذين دعمتهم أمريكا عبر العقود (سوموزا وبينوشيت وماركوس وموبوتو وباتيستا ودييم وكي وري ودوفاليه وسوهارتو وسافيمبي وغيرهم ) . ثمة مثال واحد من أمثلة كثيرة : ذبح الجنود الذين دربتهم الولايات المتحدة في الوزوتي عام 1981 حوالى 000 1 فلاح أعزل منهم 139 طفلا . وقتل الجيش الأمريكي المدرب في غواتيمالا أكثر من 150 ألف فلاح بين عامي 1966 و 1986.

***

لا تربط بين كل هذا – أيها القارئ وبين أحداث 11 سبتمبر..

لا تعترض على أن هذا الوحش المسعور هو الذى يريد أن يعلمك حقوق الإنسان كيف تكون..

وتعلم..

لا تتساءل عن معنى الديموقراطية والحرية والإخاء والمساواة والحداثة وقيم الحضارة الغربية..

لا تتساءل..

ولا تقل قال الله وقال الرسول صلى الله عليه وسلم..

بل لا تقل أيضا قال تشومسكى أو سيمونز أو كلارك..

ليس لك إلا أن تقول قال بوش وقال باول وقال رامسيفيلد..

فإن لم تفعل فأنت إرهابي متخلف تستحق القتل..

إياك أن تتورط حين يحدثوك عن الضحايا الأبرياء من المدنيين الأمريكيين  أن تذكر لهم ما أورده جيف سيمونز في كتابه، حين سئلت مادلين أولبرايت وزيرة خارجية أمريكا في ذلك الوقت : هل يستحق تنفيذ الأهداف الأمريكية قتل نصف مليون طفل عراقي.. فأجابت بلا تردد في كلمتين فقط: نعم يستحق.

لا تتساءل قط: هل كان النصف مليون طفل مدنيين آمنين أم عسكريين..؟!..

***

ينفجر الغضب في قلبي حتى يكاد يقتلني.. وليته قتل..!!

تتأجج النار بين جوانحي.. حتى تكاد تخنقني.. وليتها تخنق..!!..

فلم أعد يا رب أحتمل كل هذا الذل والمهانة والعار..

لم أعد أحتمل..

ويخيل إليّ أحيانا أن كل يوم جديد أعيشه هو وزر جديد..

إذ كيف أري هذا الذى يحدث ولا أقدم على الاستشهاد يا رب دفاعا عن أمتك وعن دينك..

وكيف أراه فلا ينفجر قول الحق مني لأصف الكافر أنه كافر والفاسق أنه فاسق والخائن أنه خائن.. كيف أراه فلا أسمي الأمور بأسمائها..

ويمر اليوم وراء اليوم وتتضاعف أوزاري..

كل يوم بوزر..

كل يوم بوزر..

كل يوم بوزر..

***

لا تنس أبدا أيها القارئ حتى لا يصيبك صاروخ كروزو أو تقبض عليك قوات الـ  FBI أن تشيد بالشعب الأمريكى العظيم..

لا تناقش المبررات القانونية والأخلاقية لحرب أمريكا الصليبية ولا تعارض الهجوم على أفغانستان ثم من بعدها ستين دولة عربية أخرى..

لا تقل أن هذا ظلم وحشي وسعار مجنون وغطرسة بلا حدود..

لا تناقش..

فالرد المفحم جاهز..

80% من الشعب الأمريكى يوافق على ذلك..

وذلك هو المطلق.. هو – أستغفر الله العظيم – القدر الذي لا نستطيع له ردا..

إياك أن تتورط وتنطق بما في قلبك:

إياك أن تقول هذا لا يعنى إلا شيئا واحدا.. و هو أن 80% من الشعب الأمريكى مجرمون كقادتهم..

إياك أن تقول ذلك..

لكن تشومسكى وكلارك يقولانه..

أما سيمونز فيناقش كيف يستطيع المواطن الغربى أن يشارك حكامه جرائمهم الوحشية بعين لا تطرف وضمير لا يحس..

يفسر  جيف سيمونز قدرة أمريكا – شعبا وحكومة – علي تبرير أعمالها الإجرامية بأن أجهزتها الإعلامية تبدأ قصفها المركز علي من تنتوي آلتهم الحربية تدميرهم .. فيصورونهم رموزا للشيطان والشر  فإذا عانى الأبرياء  فاللوم على قيادتهم . وإذا فقد الأطفال الرضع بصرهم بسبب الحاجة إلى الأنسولين كان علي الإرهابيين الأشرار التفكير في ذلك مقدما. وإذا اضطرت النساء إلى تحمل آلام عملية الولادة القيصرية بلا مخدر فلا بد أن الإرهابيين متوحشون . إنها عملية نقل الذنب . إذا كنت أنا وكان بلدي وحلفاؤنا وعقيدتنا نمتلئ بالاستقامة، فمن هو المسؤول عن الحقيقة الواضحة بأن الأبرياء والمدنيين والنساء والأطفال الرضع يحتضرون بالآلاف في ردهات المستشفيات الوسخة؟ ..

لقد أدت الدعاية مهمتها القذرة. وإذا كنت أنا وحكومتي نمنع الأدوية والغذاء عن الأطفال المرضى والمصابين بسوء التغذية فلا بد أنه يوجد سبب وجيه . ما هو السبب ؟ من الواضح أنه من فعل الشيطان .

***

ينفجر الغضب في قلبي حتى يكاد يقتلني.. وليته يقتل..!!

قال الله تعالى: "وَما آتاكُمُ الرَّسولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا"(الحشر/7)

لكن الميديا الإعلامية على مستوى العالم ، وذيول هذه الميديا في العالم العربي والإسلامي تكاد تقول:

"وَما أمركم به بوش  فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا"

أما ولاة أمورنا من حكام وساسة وعلماء وكتاب فهم ما بين حاكم خان وشيخ هان وكتاب وساسة استمرءوا الكذب والزور.

***

يقتلني يا ناس ما أراه من رد فعل ولاة أمورنا.. يقتلني..

يذبحني أن أمريكا الصليبية الصهيونية لم تكن لتقدر على بلد إسلامي دون معاونة بلد مسلم.. يذبحني..

يقطع نياط قلبي أن أقل درجة من درجات الوحدة والتضامن كانت كفيلة بأن تراجع أمريكا نفسها قبل الهجوم على أفغانستان أو قبل أن تمارس إجرامها في العراق وهي تلبس القفاز العربي أو في فلسطين وهي تلبس القفاز الإسرائيلي.. يقطع نياط قلبي..

***

وبعد كل هذا الذي يحدث  مازلنا عاجزين عن إقناع ولاة أمورنا أن أمريكا هي العدو.. و أن المستهدف هو الإسلام.. و أن مصطلح الإرهاب قد تم صكه فى المخابرات الأمريكية كي يستعمله حكام نيط بهم القضاء علي الإسلام.. أما الثمن فكان البقاء فى مناصبهم..

***

تساءلت و أنا مذبوح من الألم: لماذا يفعل ولاة أمورنا ذلك؟..

ووجدت جزءا من الإجابة في صحيفة الأهرام : عدد 23-2-1999

كان الموضوع عن دور أمريكا الوضيع في جريمة  اختطاف أوجلان مجاملة لتركيا ، وعن ضغطها  على "بنجالوس"  وزير خارجية اليونان لكي يشارك في المؤامرة ،  وعندما رفض انبرى له من المخابرات الأمريكية  من يهدده..

إنني أعتذر للقارئ إذ أنقل ما نشرت الأهرام نصه … أعتذر إذ أكتبه بالإنجليزية كما نشر و أعتذر عن عدم ترجمته الترجمة الصحيحة التي لم يوردها الأهرام ومعه الحق كله ، يقول الأهرام :

لم تكن الضغوط صارمة فقط بل كانت بذيئة وسوقية، لقد تم إبلاغ بنجالوس وزير خارجية اليونان بشيء مثل " وحياة أمك سوف تفعل ذلك "…

لم تكن تلك هي الترجمة الصحيحة … لكن الأهرام نشرت إلى جوار هذه الجملة النص الإنجليزي : "

Your mother will be fucked if you don’t go along with this""

كانت هذه هي ديموقراطية زعيمة العالم الحر..

كانت هذه هي الديموقراطية والحرية وحقوق الإنسان والحداثة..

فهل تفهم الآن أيها القارئ لماذا لزم كل ولاة أمورنا جحورهم..

لقد عومل وزير خارجية اليونان بهذه الطريقة وهو أبيض ومسيحي و أوروبي فكيف تتخيلون أن يعامل خفير على بئر بترول سموه أميرا..

***

يا إلهى.. لكم قاموا بلى عنق الحقيقة – بل بكسره-  لكي يدافعوا عن أمريكا.. دافعوا حتى عما لا يجوز الدفاع عنه.. كمثل تصريح الدجال بوش بأنها حرب صليبية..

كلمة أخري مجرمة تجاهلوها بمنتهي الخسة.. وهي كلمة بوش عما سيفعله بالأفغان:

"سوف ندخنهم" : “ we will smoke them"

ولم يشرح لنا كاتب ولا صحيفة معنى الكلمة، ولم يزد ما قالته قناة الجزيرة من أنه ربما يقصد استعمال الغازات السامة..

ولست أظن أنهم – كتابنا وصحفنا – جهلة إلى هذا الحد.. بل إنها الخسة والعداء للإسلام.. لقد تجنبوا محاولة تفسير الجملة لأنها تحمل الوجه الوحشي المجرم للحضارة الغربية وكيف تعاملت مع المسلمين.. فكلمة التدخين هذه كلمة واسعة الاستعمال في صيد الحيوانات خاصة الثعالب.. ولكن الفرنسيين استعملوها في الجزائر مع المسلمين.. مع مدنيين وبشر .. كالمدنيين والبشر ضحايا مركز التجارة العالمي.. كان الفرنسيون  يطاردون الجزائريين العزل بالرصاص في شعاب الجبال وهم يفرون أمامهم ويلجئون إلى الكهوف.. فيقوم الرجل الأبيض المسيحي المتحضر بإشعال النار في فوهات الكهوف فيموت اللاجئون إليها بالدخان .. وهذا معنى تعبير بوش :"سوف ندخنهم "

إنني لا ألقى الكلام على عواهنه يا قراء.. ولا أقوله استنتاجا..  بل إنه هو ما كتبوه هم عن أنفسهم.. ولتقرءوا معي  شهادة الكونت  "دى هاريسون" في كتابه صيد البشر يصف عمل إحدى الكتائب التي شارك فيها : " صحيح أننا كنا نعود بملء برميل صغير من الآذان المقطوعة، مثنى مثنى من أجساد الأسرى، أصدقاء كانوا أم أعداء، وكانت هناك ضروب من القسوة لم يسمع بها أحد من قبل، إعدامات أمر بها من أمر ببرودة، ونفذها الجلادون ببرودة بعيارات نارية أو بضربات سيف تنال من أولئك المساكين، الذين كان أعظم ذنب اقترفوه أحيانا أنهم أرشدونا إلى مستودعات فارغة، وقد أحرقنا القرى التي مررنا بها"..

وفى 19 يونيو سنة 1845 التجأت قبيلة ولد رياح بعد أن طردتها كتائب بوجو المحرقة من قراها إلى مغارة، فعمد الكولونيل بيليسيه إلى إشعال النار في فوهة المغارة طوال النهار والليل، و إليكم رواية شاهد عيان:

"من ذا الذي يستطيع وصف هذه اللوحة؟؟ أن ترى في منتصف الليل وفى ضوء القمر كتيبة من الجيوش الفرنسية تضرم نار جهنم كلما خبت، وأن تسمع الأنين الخافت لرجال ونساء و أطفال وحيوانات، وتمزق الصخور المتكلسة التي تتشقق وتنهار، وفى الصباح، عندما عمدوا إلى تنظيف مدخل المغائر كانت ثمة جثث الأبقار والحمير والخراف وبين البهائم كان يتكدس تحتها رجال ونساء و أطفال وقد شاهدت جثة رجل يضع ركبته في الأرض ويده تمسك متشنجة بقرن بقرة أمامه، كانت امرأة تحتضن طفلها بين ذراعيها، لقد اختنق هذا الرجل عندما كان يحاول حماية أسرته من غضب هذا الحيوان، وقد عدوا 760 جثة.

".. أرسل الحاكم العام بوجو إلى الكولونيل بيليسيه الأمر الآتى: إذا انسحب هؤلاء الجراء إلى مغاراتهم فعليك أن تقلد كافينباك دخّنهم إلى الحد الأقصى مثل الثعالب"..

وكافينباك هذا هو الذي سيصبح الحاكم العام للجزائر بعد ذلك..

وكانت هذا هو معنى تعبير بوش الدجال: سوف ندخنهم..[3]

***

لم ترد وسائل إعلامنا أيضا على برلسكونى.. لم يقل له مثقفونا اليساريون حتى ما قاله  لينين..  نعم لينين .. عن غزو ليبيا و فصلها عن الخلافة،  إذ يقول في مقال له في البرافدا تحت عنوان "نهاية الحرب بين إيطاليا وتركيا" : كيف كانت هذه الحرب ؟ كانت مجزرة بشربة متمدنة متقنة، كانت تقتيلا للعرب بواسطة أحدث العتاد، لقد قاوم العرب مقاومة المستميت، فحينما أنزل الأميرالات الطليان في بدء الحرب، بدون حذر: 1200 بحارا هاجمهم العرب وقتلوا منهم حوالي 600 شخص، وعقابا قتلوا من العرب حوالى 3000 ونهبوا وذبحوا عائلات بأكملها وقتلوا النساء والأطفال، الطليان الأمة الدستورية المتمدنة علقوا على المشانق حوالي 1000 عربي وقد قتل من العرب حوالي 14800 وستستمر الحرب في الواقع، بالرغم من الصلح  لأن القبائل العربية الموجودة بعيدا عن الساحل في داخل القارة الإفريقية لن ترضخ وسيستمرون زمنا طويل في تمدينها بالحراب والرصاص وحبال المشانق والنار واغتصاب النساء (البرافدا – العدد 129، 2 أيلول (سبتمبر) 1912

***

كانوا يمدنوننا بالحراب والرصاص وحبال المشانق والنار واغتصاب النساء..

كانوا..  فهل اختلف الأمر الآن أم أن السهم تحول إلى صاروخ كروزو والحربة إلى توماهوك والسيف إلى الشبح ودخان الحطب على فوهة المغارات إلى قنابل اليورانيوم المشع .. والحرب الصليبية تحولت إلى حملة صليبلية أشرس.

***

يا أمة..

يا أمة لا إله إلا الله محمد رسول الله..

نحن لسنا إرهابيين..

هم الإرهابيون المجرمون..

وليس العرب ولا المسلمون هم الذى استعملوا القنابل النووية فأبادوا ملايين "المدنيين"..

لسنا نحن الذى يتوجب عليهم التوبة والاعتذار بل هم..

فواجهي يا أمة ..  لأن الوحش المسعور يشحذ الآن أنيابه .. و الأمر الآن يتعلق بوجودك ..

و أنت قادرة يا أمة لا إله إلا الله على مواجهته..

واجهى يا خير أمة أخرجت للناس واستعيدى قوتك لكي تسود مبادئ دينك الحق ولتمنعي انحراف التاريخ الذي انحرف الآن تحت وطأة وحش الحضارة الغربية المسعور..

انهضي يا أمة..

واجهي مشاكلك.. مشكلتك في قياداتك..

ومشكلتنا في النخبة المستغربة .. حلفاء أعدائنا علينا..

***

كنت أراقب جيوش التحالف الشمالي وقواده فيستبد بي العجب كيف تبلغ الأمور بالناس هذا الحد من الغدر والخسة والضعة والمهانة و التدني والخيانة، فيشاركون في هدم أوطانهم وحرق أبنائهم و إخوتهم، لقد تحالفوا مع كل عدو لبلادهم ودينهم وأمتهم من أمريكا إلي روسيا إلي بريطانيا إلي إسرائيل. تحالفوا مع كل أعداء الله.

كنت أراجع الفتاوى الدينية القاضية بخروجهم من الملة..

وهنا .. دهمتني – فوق كل ما دهمني – حقيقة مروعة رهيبة، فالتحالف الشمالي لا يقوده القواد السبعة في شمال أفغانستان، بل يقوده ويشارك فيه جل حكامنا وجل دولنا وجل جيوشنا.. وجل مثقفينا.. وكل شرطتنا..

نعم .. ويا للألم..

جل حكامنا وجل دولنا وجل جيوشنا.. وجل مثقفينا.. وكل شرطتنا..

جلهم.. أعضاء في التحالف الشمالي.. تحت إمرة الغرب الصهيوني الصليبي.. ضد أمتهم.. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

***

يا فقهاء.. لماذا تتحرجون من إطلاق فتاواكم لحماية الإسلام والمسلمين..

أتخشون عقاب الحاكم؟..

أتخشون الموت..؟

أتخشون أفضل الجهاد..

فما الفرق بينكم إذن وبين الحاكم الذي يخشى اتخاذ قرار يغضب بوش الدجال خوفا من بطشه..

أفتوا وموتوا شهداء …

واجهوا فقهاء السلطان بأن من يفتي بجواز التحالف مع أمريكا لضرب المسلمين ملعون حتى لو تعلق بأستار الكعبة فاسق حتى ولو كان شيخ الأزهر..

واجهوا شراذم الدويلات التي اصطنعها الاستعمار على تخوم عالمنا العربى أنها كانت شرا ووبالا على الأمة.. وواجهوا الأمة بأن هذه الشراذم لابد أن تضم أو تنضم للأمة..

واجهوا دول الطواغيت بأن وجود الأمة نفسه مهدد من أجل فرد وحيد في كل دولة.. واجهوا من أجل وحدة المسلمين وعودتهم أمة..

***

 

السابق

المحتويات

التالي

 



[1] - التنكيل بالعراق - مرجع سابق.

 

[2] - راجع للمؤلف: "الوعي ينزف من ثقوب الذاكرة" – مكتبة مدبولي- و: "بغداد عروس عروبتكم "- مدبولي الصغير.

[3] - راجع مزيدا من التفاصيل في الوعي ينزف من ثقوب الذاكرة.