تساؤلات تبدو كالمشكلات
هل أضاف استخدام اللغة الأجنبية
فى تعليمنا، لأمتنا أية إضافة تنموية على
مدار أكثر من قرن؟
هل
اللغة أداة تواصل كما كان يطلق عليها سابقاً أم أنها منظومة فكرية كما
تعارف أهل العلم عليها الآن؟
هل توجد أمة من الأمم ذات الصدارة
العلمية (طبقاً للمعايير العالمية) تستخدم لغة غير لغتها القومية
فى تعليم أبنائها؟
هل يمكن لأمة أن تضيف للعلم
العالمى بدون أن تكون لها قاعدة علمية
داخلية متماسكة بلغتها؟
هل الدول ذات الملايين
التى تعد على أصابع اليد الواحدة
والتى لها حظ من التنمية تدرس وتنتج العلم
بلغتها؟
هل
توجد أمة؛ صغر أم كبر عدد أبنائها؛ تنتج علماً وتنشر بحوثها بغير
لغتها؟
هل توجد أمة من الأمم
التى نود أن ننقل منها العلم تناقش
بأى لغة يتعلم أبنائها؟
هل اللغة
القومية هى
أحد البوابات الأساسية التى
يجب أن نمر بها، حتى يكون لنا حظ من التنمية؟
هل الإنجليزية هى
اللغة المناسبة التى يجب أن نخاطب بها عرب
شمال أفريقيا أم أننا يجب أن الفرنسية بديل مطروح؟
هل التقت إرادتنا مع إرادة المحتل
الذى فرض إنجليزيته
على مصر فور احتلالها والذى اعتبر العربية
لغة أجنبية فى الجزائر فور احتلالها؟
هل هناك لغة واحدة يمكن من خلالها بذل
أى جهد تنموى
فى المنطقة العربية سوى العربية؟
هل أثبتت العربية قدرتها على استيعاب
العلم والإبداع فيه؟
هل هناك أمة من الأمم كان لها تاريخ
وتدرس بغير لغتها إلا أمتنا العربية؟
هل توجد أمة من الأمم لها حظ من التقدم
قديماً أو حديثاً لا تستخدم الترجمة كجزء فى
بنية منظومة عملها؟
هل يمكن أن تكون اللغة إلا بوتقة تصب
فيها مختلف مناشط المجتمع؟
هل
يمكننا تحقيق التنمية من خلال رفع كفاءة علمائنا
فقط
أم أن التنمية عمل يشارك فيه مختلف أبناء الأمة؟
هل إنجليزية علمائنا الذين تخرجوا من
جامعات الدول غير الناطقة بالإنجليزية، وهل مستوى إتقان علمائنا الذين
تخرجوا من جامعات الدول الناطقة بالإنجليزية فى
نفس مستوى إتقانهم للغتهم العربية؟
هل بتعلمنا بالعربية فقط نكون قد حققنا
التنمية؟
هل يمكننى
أن أشير إلى أن اللغة وعاء فكرى وليست أداة تواصل، واللغة العربية
بالنسبة لنا شرط لازم ولكنه ليس الشرط الوحيد للنهوض بأمتنا؟
هل لى أن
أظن أن ما نريده هو تنمية علمائنا وشعوبنا وهو أمر لا يمكن أن يتم إلا
بلغتنا العربية؟
هل لى أن
أقترح أن نهتم بتجويد لغتنا العربية ولغة أجنبية أخرى
فى أى مسيرة
للتنمية؟
هل لى أن
أشير إلى أن العديد من بنى جلدتنا يتطلع إلى أن يضيف العرب المهاجرون
لأمتنا ما أضافه المهاجرون الصينيون للصين بالصينية وليس
بأى لغة أخرى؟
لماذا نجادل نحن العرب خلافاً لكل
الأمم، بأى لغة يتفاعل مجتمعنا، بل لماذا
نطرح نحن العرب هذا السؤال؟
تشير بعض الدراسات الحديثة
التى أجريت على نتيجة امتحان المجلس
الطبى للأطباء الأجانب
فى أمريكا إلى أن الأطباء الذين درسوا
بالعربية (حالة سوريا) قد حصلوا على معدل علامات أعلى من المتوسط العام
للأطباء المتقدمين للامتحان من مختلف أنحاء العالم.
تشير بعض الدراسات الحديثة
التى أجريت على المؤشرات الصحية (وهى
محصلة التعليم الطبى)
فى بعض دول المنطقة العربية وما جاورها
إلى تحسن تلك المؤشرات فى حالة الدراسة
باللغة القومية عن حالة الدراسة بلغة أجنبية.
تشير بعض الدراسات الحديثة إلى أن
التفوق من نصيب الدارسين باللغة القومية فى
المرحلة قبل الجامعية والمرحلة الجامعية على حد سواء.
تشير بعض الدراسات الحديثة التى
أجريت على طلبة وأطباء عرب أن سرعة القراءة باللغة العربية تزيد عن
سرعة قراءة نفس المادة باللغة الإنجليزية بنسبة
ثلاثة وأربعين
بالمائة.
وتشير تلك الدراسات إلى أن مدى الاستيعاب
لنص بالعربية يزيد عن مدى الاستيعاب النص بالإنجليزية بنسبة
خمسة عشر
بالمائة.
وهذا يعنى أن التحسن فى التحصيل
العلمى فى
حالة الدراسة بالعربية يزيد عن حالة الدراسة بالإنجليزية بنسبة
ستة وستين
بالمائة.
تشير بعض الدراسات الحديثة التى
أجريت على أوراق الإجابة التى كتبت
بالإنجليزية لطلبة إحدى الجامعات العربية أن
عشرة
بالمائة
فقط من الطلاب استطاعوا التعبير عن أنفسهم بشكل جيد، وأن
خمسة وستين
بالمائة
سردوا المعلومات المطلوبة ولكنهم لم
يحسنوا التعبير، وأن
خمسة وعشرين
بالمائة
لم يفهموا المعلومات.
تشير إحصاءات منظمة الأمم المتحدة إلى وجود
تسعة عشر
دولة فى صدارة العالم تقنياً يتراوح عدد
سكانها بين
ثلاثة ملايين وثمانمائة ألف نسمةً،
وبين
واحد وتسعون ومائتى
مليوناً
يسير فيها التعليم والبحث العلمى بلغاتها
القومية، ولا توجد دولة عربية واحدة ضمن هذه المجموعة من الدول.
تشير دراسة حديثة عن أفضل
خمسمائة
جامعة فى العالم
إلى أن تلك الجامعات موجودة فى
خمس وثلاثين
دولة
يتراوح عدد سكانها بين
ثلاثة ملايين وثمانمائة ألف نسمةً،
وبين
اثنين وسبعين ومائتان
وألف
مليوناً
تدرس جميعها وتجرى بحوثها بلغاتها القومية، ولا توجد جامعة عربية واحدة
ضمن هذه المجموعة من الجامعات.
ألنا أن نتذكر
ما قاله ابن خلدون من أن المغلوب مولع بالغالب فى
كل أفعاله وطرائق حياته؟
وعسى ألا يغيب عن بالنا ما قاله مالك بن نبى
من القابلية للاحتلال. إن الهدف السامى من
الرغبة
فى النهوض بأمتنا لا يجب أن يلفه ضباب
المسالك، ولندرس أسلوب بدايات نهضة
الأمم
العلمية؛
شرقاً وغرباً، قديماً وحديثاً؛
واستمرار ذلك علَّنا نؤكد مبادئ العمل العلمى
التنموى.
|