مركزية الأرض

لم يكن الإنسان الأول الذى عاش منذ مليون سنة خلت يهتم بشىء حقا اكثر من اهتمامه ببدء ضوء النهار ونهايته أو بحركة ارتفاع الشمس أثناء النهار ذلك الارتفاع الذى يؤثر على مدى ما ستمتع به الإنسان من دفء وعلى ما يحققه فى طعامه من وفرة وكان هذا هو مهد الأساس لعلم الفلك وانقضت عدة آلاف من السنين قبل أن يعنى أسلافنا عن كثب بدراسة سلوك الشمس والقمر وبدا لهم أن الشمس تدور حول الأرض والقمر كذلك ، يدوران فى حركة دورانية يبزغان فى الاتجاه نفسه تقريبا ويعبران السماء صوب الأفق المقابل ليغربا كل يوم فى اتجاه واحد وأدرك الفلكيون القدماء وجود حركة أخرى للشمس إذ من الممكن تحديد وضعها بالنسبة للنجوم الأساسية بقياس الزاوية بين الشمس وبين نجم ساطع فى السماء وقت الشفق . واصبح من الواضح أن الشمس تتحرك عبر خلفية من النجوم الثابتة تستغرق سنة واحدة وهكذا قال الفلكيون القدماء أن الأرض هى مركز الكون فنحن نرى القمر يدور حول مركزه الشمس وسائر الأجرام السماوية ولهم الحق فى هذا وجاء بطليموس الإغريقى وبنى لنا صورة للكون الأرض فى مركزه والقمر فى الشمس والكواكب تدور حولها فى مدارات عبارة عن أنصاف دوائر أو دوائر كاملة ثم النجوم بعيدا عن تلك الدوائر وهذه الصورة كان من المقدر لها أن تدوم ما يزيد عن ألف وربع الألف من السنين وان تكون مسئولة عن مثل هذا التأخر المدمر الذى أصاب تقدم علم الفلك ولقد كان هذا النموذج يتلاءم مع حركات الكواكب وبدأ العلماء ينقدون حتى جاء العلامة كوبرنيكوس ليخرج لنا بنظرية مركزية الشمس .