الأوتار الفائقة

إنها نظرية الأوتار التى يقول مؤيدوها إنها ستحدث ثورة فى علم الفيزياء ! إذ تطمح فى توحيد كل قوانينه فى مجموعة واحدة من المعادلات الرياضية. الأوتار .... ونظرية كل شئ انبثقت نظرية الأوتار من الأبحاث التى خاضها الفيزيائيون وعلماء الرياضيات بحثا عن نظرية واحدة تصف جميع القوى والجسيمات داخل الذرة ، وأطلقوا عليها نظرية كل شئ فمن المعروف أن هناك أربع قوى تتحكم فى تفاعلات الجسيمات دون الذرية ، هى : قوة الجاذبية التى تعتبر أضعف القوى السائدة فى باطن الذرة ، على الرغم من تأثيرها الكبير فى الكون بين الأجرام الفضائية ، ثم القوة الضعيفة التى تعتبر مسئولة عن بعض ظواهر التحلل الإشعاعى لنواة الذرة ، والقوة الكهرومغناطيسية التى تتحكم فى دوران الإلكترونات حول النواة وأخير القوة الشديدة التى تشد نواة الذرة - البروتونات و النيوترونات - إلى بعضها البعض بقوة يعتقد العلماء أن هذه القوى الأربع ما هى إلا مظاهر مختلفة لقوة واحدة كانت موجودة عند حدوث الانفجار الأعظم لحظة خلق الكون. نظرية كل شئ لابد أن تذهب إلى أبعد من نظرية النسبية العامة لآينشتين التى تتعامل مع الكون بأسره ، ومع الجاذبية التى هى أكثر قوى الكون صعوبة فى وضعها ضمن إطار نظرية واحدة . وقد استحوذت هذه النظرية على تفكير الفيزيائيين طويلا ، وبدأ آينشتين البحث ولكنه فشل فى صياغة النظرية ، والفكرة وراء ذلك هى كتابة نظرية واحدة بمجموعة واحدة من المعادلات الرياضية توضح القوى الأربع الأساسية المعروفة ، كتعبيرات متفاوتة لقوة واحدة تعتبر أصل كل شئ ، وقد تتسائل : ما سبب كل هذا الاهتمام بنظرية كل شئ ؟

والجواب : إنه بالرغم من أن الفيزيائيين يقتربون فى حذر من المفاهيم الجديدة ، فإن نظرية كل شئ استأثرت باهتمام لسببين رئيسيين : أولا أن فكرة التوحيد لها جمال يستريح له العقل فلماذا تختار الطبيعة أربع قوى رئيسية فقط وليس سبعا مثلا أو أى رقم آخر ؟ ووجود قوة واحدة هو شئ أكثر منطقية.

و ثانيا : أنه إذا كان الكون قد خلق من الانفجار الأعظم ، فلابد أن القوى الأربع كلها ، كانت فى الأصل قوة واحدة.