عاماَنِ فى مديحِ صديق
 

أراكَ صديقىِ كلَ لحظةٍ أراكَ
وفىِ الليلِ أحدُثُ النجومَ عن ذكراك
تغيبُ عنىِ صديقىِ فلا أطق
يوماً واحداً دونَ رؤيـــــــــــاك
وأيامٍ من عمرىِ مضت بندمٍ
لأنها مضت دون لقيـــــــــــاكَ
أتأملُ الوجوهَ كلَ ساعـــــةٍ
وأفتقدُ بسمةً تنيرُ محيــــــــــــاكَ
قلبى ودمى مالى ونفســــى
وُكل ما أملكُ لكَ وفداكــــــــ
أنا لا أنسىَ وداعكَ لــــى
يوم سالتُ الأدمعُ من عينيــــــك
أينُ تكونُ الروحُ بلا جسدٍ
فأنتَ أرضى وأنا ســـــمــــاكـَ
وإن غابَ البدرُ فى ليلةٍ ظلمـاء
تشُع الدنيا والعالـمُ بضيــاك
وإذا الناسُ فى صحراءٍ عطشوا
لأنبعتَ لهم الماءَ تحت قدميـــــك
الأطيـــارُ تغنى طربـــــــاً
للكلام يخرجُ حلواً من شفتيـــك
وإن ضاقت الدنيا كلهاَ عليكَ
فلن تجد صدراً غيرى يـحــواكَ
فى النارِ أو فىِ الجنةِ كنتَ
لما ترددتُ أنَ أكونَ وإيــــاك
أحب من أحبكَ وأصاحُبه
وأعادى كل من عـــــــــاداك
ولو أبعثونى وحدىِ فى مكانٍ
فكيف أعيشُ دونَ ســـــــواك
أنسى نفسىِ يوماً دهراً
ولكن أنت لحظةً لا أنســـــاك
وإن الدنيا والعالـمُ ضدك
لما ترددتُ أنَ أقاتلَ مــعـــك
فلا أسى إن مـُــتُ يوماً
وأنا مجثىٌ بين يــــــــــديك
قلبى يا صديقى وقلمى يهواكَ
والطيرُ والبحرُ والنجومُ تهواكَ
وإن شاءت المنون وقدرت عليك
لمتُ حسرةً وألماً على فقداك
ولإعتكفتُ على قبرك أبدُ الدهرِ
وأسقيتُ بدمعىِ الزهورَ على مثواك
من ياصديقى أبدلَ الأزهارَ أشواكاً؟
من فرقنا وأبعدنا وأجفــــــاك ؟
من ردم بئر محبتنا وقربنا؟
وغربةً وعذاباً أسقانىِ وأسقاك ؟
كانت الدنياُ ومن عليها لنا
لم أجنِ سـوى حسرةَ بعداك
أنا فى سجنٍ والضبابُ حولَى
أتجرعُ السـَمَّ والعلقمَ والأشواك
حررنىَ منها صديقى حررنىَ
حررنىَ بحق سماءِ الذى أحياكَ
حررنىَ ودكَّ أسوارَ سجـنى
وفُكَ القيودَ عن مِعصمى ومِعصميك
لعل قلبى الصغيَرَ ينبضُ جديداً
وأعودُ يوماً فــــــــــأراك.
24/6/1995
 

عودة الى ديوان كان لى أصدقاء