حوار حضارى جداً

(1)

تعودتُ أن أكتبَ لكِ

فلا تمنعى قلمى من الكتابة.

وإقرأينى قبل أن تشربى قهوة الصباح

أو شاى المساء, وإنزعى عنك

تعابير الدهشة والغرابة.

هل تقدرين يا صديقة أن تمنعى بدوياً

من عشقه للصحراء ,والقهوة السوداء

وعزف الربابة؟

(2)

تعودتُ أن أكتب لك بكل العمق

وأحدث كل من أعرف

بكل معانى الصدق

وأن أنزفَ فى كلامى ومشاعرى

ككل قصائدى الدامية

فهل تسمحين لنفسكِ

بسماعى للمرة الثانية؟

(3)

الإيميل جسرٌ حضارىٌ من الحوار

نتحاور فيه بلغة العصافير والأزهار

غير هاهنا فى بلادى بابٌ موصدٌ

خلفه ريحٌ وإعصار

جسرٌ معلقٌ يقف عليه اليائسون

بالطوابير للإنتحار

(4)

فى بلادى إن حاورنا الأزهار

لاحقتنا كل العيون بإرتياب

وجهت فى ظهورنا السهام والرماح والحراب

ركضت خلفنا ألاف الذئاب

هل صار الكلام حراماً أم فعل إغتصاب؟

 

(5)

تكتبنا القصيدة قبل أن نكتبها

تذبحنا ونذبحها

نجد كل ما كتبناه سراب!!

(6)

لأن روح الجاهلية معششة

كالأفيون فى عقولنا

وأوامر (أبو لهب) منقوشة

كالوشم على أزرعنا وعروقنا

فقد قررت الإغتراب!!

(7)

كلما وددنا أن نقول كلاماً جميلاً

أن نكتب إحساساُ قليلاً

توقف نهر الزمن

هل حياتنا سيمفونيةٌ

موزعةٌ على مقام البيَّات

أم مقام الشجن ؟؟

(8)

كلامنا كلامٌ مجوف

شعورنا شعورٌ مسخف

إحساسنا شبه مزيف

مزاجنا مزاجٌ محرف

لا نعرف ما بداخلنا

وإن عرفنا نصف

ما نعرف غير معرف

(9)

لأنى وجدتُ إسماً جميلاً

من قاموس الأسماء

ونجمة هبطت من سماءٍ بعيدة

من مجرات الفضاء

فقد قررت النزول

من أبراجى الرومانية العالية

(10)

لأنك نسيم البحر, والتلال

وأحلام الصيف, والقصيدة العصماء

لأنك الموسيقى, وقنينة العطر

والحضارة وحدائق الأندلس الفيحاء

فقد قررتُ العدول

عن إستقالتى لعينيك آيتها البنفسجة الزاهية

(11)

ماذا سيحصل للعالم

إن جلسنا قليلاً

إن ثرثرنا طويلاً

إن إستمعنا لكونشيرتو بيانو موزارت معاً

أو جلسنا فى مقهى كمركبين يستريحان من سفر معاً

ماذا سيحصل للعالم

لو شاهدنا رقص باليه (حديقة البجع)

أو قرأت لك كتاب (طوق الحمامة لإبن حزم الأندلسى )

أو ألقيت على مسمعك أشعار بودلير, وطاغور

ماذا سيحصل؟؟

(12)

متعبون من قصص عنتر وعبلة

وعشقهما المصرح

مضجرون من ليلى

وبكائيات قيس بن الملوح

محزونون لتراجيديا روميو وجولييت

وحبهما المجرح

(13)

يفتش كل واحدٍ عن البطل فينا

نمتطى صهوة الجواد

نحملُ الرمحَ وسيف الفاتحينا

نتغنى لحناً حزينا

ماذا نفعل إذا أطلت من شرفة قصرها

أو مرت كالطيف فى أعمارنا

أو بدت كالقمر فى ليالينا

لقبُ من كتبنا لها هو ريجينا!!!

*********************************

الخميس، 02 آب، 2001