ساحة جامع الفناء

 

لقد اعتدنا أن نسمع الإسم الشائع لساحة المدينة الكبرى "جامع الفناء" بفتح الفاء لكن هناك اسم آخر علينا أن لآ نغفله "جامع الفناء" بكسر الميم و الفاء سنتعرض لهما في هذا النص على أ ننا نجد أن الباحثون يرجحون الإسم الثاني كاسم رئيسي للساحة:

 

"جامع الفِناء":

 

جامع:

 

الجامع: هو المسجد الذي تقام فيه الصلاة الجامعة التي تعتبر المؤتمر الإسلامي الأسبوعي المتوجب حضوره على كل مسلم ,وقد سمي جامعا لتميزه عن المساجد الصغيرة التي تنتشر في الوحدات السكنية الصغيرة المسمات "الدروب" وفي التجمعات الإقتصادية الصغيرة المسماة "السويقة" هذه المساجد الصغيرة المنبثةفي كل منعرج , تختص أساسا بالصلوات الخمس اليومية , بينما يلتقي المسلمون لقاءهم الأسبوعي العام طبقا لتعاليم الإسلآم على أوسع نطاق , أقله نطاق الحي , إن لم يكن على نطاق المدينة بأكملها في مسجدها الكبير . هذاالإسم المركب "للمسجد الجامع" أسقط منه الإسم وهو "المسجد" واحتفظ بالصفة وهي "الجامع" للدلآلة على الإسم المحذوف . ثم نقلت الصفة الى الإسم , ثم عمم في ما بعد , فصار يطلق على أي مسجد صغيرا كان أو كبيرا اسم" جامع" حتى لو لم يكن مخصصا لإقامة صلآة الجمعة.

 

"الفِناء" :

 

الفناء هو الساحة , أو الفضاء المكاني , أو المتسع : يقول ابن منظور في "لسان العرب ":

( الفناء: سعة أمام الدار ثم قال : و الأفنية الساحات على أبواب الدور".

    وقد سميت به هذه الساحة الكبيرة لتميزها عن الساحات الأخرى التي تنتشر في المدينة, وتحمل هذه الساحات كلها أسماء عربية فصيحة تفيد نفس المعنى و المدلول

الذي تبينه المعاجم و هو دلآلتها على المكان المتسع مما يؤكد طبيعة اللغة التي كانت مستعملة على لسان المجتمع :

            - الرحبة : ساحة مخصصة لعرض الحبوب و القطاني .

            - القاعة:  -----------------الخضر و الفواكه بالجملة أو المخصصة لعرض التمر و الفواكه اليابسة مثل اللوز و الجوز...

كذلك هذه الساحة باسم "الفناء" تمييزا لها عن الساحات اللآزمة ضمن البنية المعمارية للوحدات السكنية المختلفة بالمدينة سواء الكبرى التي هي الحي , ويطلق عليها "الحومة" أو الموحدات الصغرئ التي هي "الدرب" وهو الزقاق المغلق , وتقوم داخل كل درب جميع المرافق الإجتماعية الضرورية , من مسجد , وكتاب , وفران , وحمام , ومرحاض , وسقاية, ودكاكين المؤن و ساحة .

و يلتزم المخطط العمراني بتخصيص ساحة صغيرة في كل درب , وساحة أكبر أو أكثر من ساحة في كل" حومة " أو أي حي أو سوق أو تجمع بشري , ويطلق على هذه الساحات اسم: "الوسعة أو "الكارة".

الوسعة : مكان متسع أي فسحة , ومتسعا و فضاء صغيرا , مثل "وسعة بن صالح"-"وسعة رياض العروس" "وسعة حارة الصورة"الخ...

الكارة : تعني "الجارة" أي الساحة الجارة . أي المجاورة تميزا لها عن الساحات الأخرى البعيدة أو الأبعد .

 

العلآقة التلآزمية بين الساحة والمسجد:

 

أولآَ : كون المسجد والساحة يعتبران عنصرين أساسين في أية وحدة معمارية في المدينة .

 

ثانيا: أنهما متلآزمان في مخطط التعمير بمراكش إذ يقوم المسجد في ساحة الحي التي تعطيه فضاء يسمح باستقبال جماهير المعلمين المتوافدين على المسجد أو المسجد الجامع في أوقات الصلآة , أو المغادرين له عند انتهائها بانتظار تصريفهم و توزيعهم . و بالتالي تعتبر "الكارة"أو "الوسعة" فضاء ضروريا و مجالا حيويا للمسجد أخذ بها التخطيط العمراني للمدينة والتزم بها بشكل دائم , فأولى عندما يتعلق الأمر بأعظم مسجد في المدينة وأوسعه و أضخمه , إذ يكون فناء المدينة و صحنها الرئيسي , ترامي الأبنية في أطرافها.

 

من أنشطة "جامع الفِناء":

 

-أنشطة سياسية ,حيث استعملت لأغراض سياسية عسكرية و مدنية , منتظمة أو موسمية أو عارضة.

-أنشطة بيع الكتاب.

-أنشطة علمية مصرفية إبداعية.

 

"الفنَاء":

 

كلمة الفناء التي تدخل في اسم "جامع الفناء" تنطق بفتح الفاء و تعني الموت و إطلآقها على هذه الساحة تم للدلالة على ما كان يمارس بها من عنف و الإشارة الى حدث تعليق رؤوس القتلى على قارعتها.

 

"جامع":

 

تعني المكان الذي يجتمع أو يجمع فيه الموت و الموتى .      

-  أنشطة الساحة الحالية:

تعج الساحة بالفنون الإستعراضية كفنون السرك (سيدي احماد أو موسى),ترويض الحيوانات و الرياضات(المشايشة) أو الغناء والرقص , و أشكال التعبير الجسدي , و الألعاب البهلوانية , وأنواع العروض المختلفة , كما يعرض الصناع و الفنانون منتجاتهم الفنية في المواسم المختصة.