كلام صريح   I    المسلمون في الهند    I    النخبة    I    الهند - التكنولوجيا والمعلومات    I   الهنود والنكات     التعليقات    I     

 
       

تغطيات خاصة

 أخبار الهند

 الرئيسية

 
 
 

 كلام صريح

 

كلام صريح

آخر تحديث (25 مارس / آذار 2007)

 

افتتاحية

كلام صريح

قضية الساعة

النخبة

المسلمون في الهند

الهنود العالميون

التكنولوجيا

الاقتصاد

المقالات

أخبار الهند

المعلومات الأساسية

الهنود والنكات

الفضاء

الصحف العربية

العلاقات الخارجية

التعليم

الثفافة

المتفرقات

الصور

FAQ

Downloads

المحطات

المصادر  

من نحن

التعليقات

سجل الزوار

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

محتويات الصفحة:

علامة إستفهام    (13 أبريل / نيسان 2006)

بصراحة أكثر (15 يونيو / حزيران 2006)

خمس سنوات مغتربة على مقاعد الجامعة (5 يونيو / حزيران 2007)

تعقيبا على تعليقات أحد زوار موقع بوابة الهند الكرام (17 نوفمبر / تشرين الثاني 2007)

 

 

?

لماذا

 

علامة استفهام    (2006/04/13)

 

أخي العزيز و أختي العزيزة

السلام عليكم..

تحية طيبة وبعد..

يشرفني زيارتكم لموقعنا الإلكتروني بوابة الهند.. بادئ ذي بدء أعذروني لصراحتي بعض الشيء فيما أسطر هنا وسامحوا لي إن أخطأت في حساباتي وتقديري للأمور... يؤسفني أشد الأسف أن أسمع بشكل شبه يومي من حولنا تسمية ساخرة يطلق على فئة من الناس يعيش بيننا ويضرب بهذه التسمية مثلا للغباء والحماقة والوساخة،  تجاوزا عن الفقر إذ إنني أعترف بهذا الواقع في مجتمع يتجاوز عدد سكانه مليار ومائة مليون نسمة، ويمكن للمرء تحمل هذا الأخير أي الفقر دون غيره، لأنه قدر الله، فما قدر الله حق قدره، وذلك رغم أن هذا البلد يضم أكبر عدد من أغنى أثرياء العالم من نصيب قارة آسيا حسب قائمة مجلة فوربس الأمريكية الأخيرة(المصدر: موقع BBCالإخباري،   India leads Asia billionaire club )وأتحفظ هنا عن ذكر بعض المواقف الحرجة التي عشتها أنا شخصيا، و تجرعت مرارتها، و تنبع عن تفكير البعض أننا أناس عديمي المشاعر و الإحساس بناء على القاعدة المعروفة بأن فاقد الشيء لا يعطيه، و توحي، حسب اعتقادي، بجهل أو بالأحرى بعدم معرفة من يستخدمها بحقائق الأمور، وبما تقدمها أبناء هذا البلد لتقدم البشرية جمعاء، وليس أدل على ذلك قطاع التكنولوجيا والمعلومات، و مساهمتهم في أعمال البحث والتطوير في مجالات التكنولوجيا و العلوم  والفضاء (المصدر: موسوعة فيكيبيديا- الهند كقوى عظمى صاعدة). فتصحيحا لهذه المفاهيم  و تعديلا لبعض الصور الذهنية الخاطئة، وإيمانا  بأن التصدي لهذا الواقع ومجابهته  أفضل وأجدى من التهرب منه أو الرد عليه بالمثل، ومستجيبا للنداء الداخلي لمحو هذه العلامة الاستفهامية الكبيرة التي تحدق بنا، و مفادها لماذا نحن بالتحديد دون غيرنا، علما بأن الكثير ممن يطلق عليهم هذه التسمية، وأقصد هنا من ذوي الأعمال المتدنية مع كل احترامي للعمل الإنساني ما لم يخرج من إطارها الديني و الأخلاقي و القانوني، لا يحملون الجنسية التي تعود إليها أصل هذه التسمية، قررت أن أعلن أمام كل أولئك الذين يخطئون حساباتهم تجاهنا، إننا لسنا شعبا غبيا، ولا شعبا وسخا، قبل أن تفوتني الأوان لذلك.. كما أنه من الأهمية بالمكان القول بأننا لا نذكر هذه الحقائق من أجل دفع القارئ إلى الانبهار بما نحققها على مختلف الأصعدة بقدر ما أن المرام هو إحداث تغيير لهذا الواقع الذي يصورنا شعبا غبيا عن طريق تركيزنا على بعض الإنجازات الهندية وذلك بعد أن اكتشفنا بأن هناك فراغا معرفيا شاسعا لعدم وجود مواقع إلكترونية تتحدث عن الهند الجديدة الصاعدة  بلسان عربي في خضم تلك الموجات التشويهية التي تنطلق من بعض المواقع الإلكترونية من منتديات حوارية وغيرها عن طريق نشر نكات ساخرة عن الهنود بلا هوادة، و لكم أن تتصوروا كيف أن أحدنا يصاب بالصدمة وخيبة أمل حين يدرك بأن هويته الوطنية معرضة للطعن والتشويه بإلصاق نعوت يندى لها الجبين في أوساط مجتمع مسلم بعد أن كانت هويته الدينية تتعرض لحملات شرسة بالوقوف وراء مؤامرة تقسيم بلده في أوساط مجتمع غالبية سكانها من غير مسلمين..كما أننا نؤكد على حرصنا منذ البداية على ألا ننشر أية حقيقة دون التأكد من صحتها من مصادر موثوقة وذكر هذه المصادر في مواضعها، و ختاما، مرة أخرى أعذروني إن أخطأت في تقييمي.. وأفتح الأبواب على مصارعها أمام مشاركاتكم وتعليقاتكم لتثري هذا العمل البناء، فاليد الواحدة لا تصفق (طبعا أنها تصفع)، ونحدث تغييرا إن أمكن، إيمانا منا بأن التغيير هو الشيء الوحيد الثابت في العالم... والله ولي التوفيق

13 أبريل / نيسان 2006

محمد عبد الجليل

طالب في قسم الإعلام - جامعة الكويت

أكتبوا إلينا آراءكم وتعليقاتكم: الآراء و التعليقات

******************************************

 

بصراحة أكثر (15 يونيو / حزيران 2006)

 

من الواضح أن القارئ لسطور مقالات بوابة الهند بالكاد يقرأ الصراع النفسي الذي واجهته وأواجهه دوما عندما أمسك القلم بيميني معتزما كتابة مقال من مقالات هذا الموقع، حيث تتراءى أمام ناظري فجأة عدة أشكال، وتسألني: محمد، لماذا تكتب بهذه الطريقة، ألم نعاملك معاملة طيبة، وعلى أحسن وجه، حيث إننا نقدرك كطالب وافد بيننا ونجلك أيما إجلال ولا نميزك عن بقية الطلبة، فأخضع هذا السؤال لعمليات الجمع والطرح والضرب والتقسيم في داخلي، وأسأل نفسي محيرا، أليسوا على حق، لماذا هذا المقال، أو ذاك، بل لماذا هذا الموقع نفسه؟ ألا يظن البعض ممن يدرسون معي ويقدرونني ويتعاونون معي دون أدنى شعور لديهم باختلاف جنسيتنا، وإن كانت هناك أية محاولة للتهرب من الآخر كانت من جانبي فقط حيث كثيرا ما كنت أحاول أن أنأى بنفسي عنهم لأسباب معينة ذكرتها في خاتمة صفحة الهنود والنكات، أنني أحاول من وراء هذا الموقع تمجيد بلدنا وثقافته وما وصل إليها من تقدم ورقي في حقل التكنولوجيا والفضاء والعلوم(موسوعة فيكيبيديا- الهند كقوى عظمى صاعدة) أمام الآخرين، أو أشعر بعقدة نقص لما أرى الآخرين ينعمون بحياة أفضل مما يعيشها شعبنا، فأحاول أن أستر جوانب النقص فينا من خلال هذا الموقع وما احتوى عليها من مقالات، أو أحاول استعطاف و استرحام الآخرين تجاهي كمغترب أو تجاه من يضرب بهم المثل للغباء والوساخة،  ولكن سرعان ما تتلاشى هذه الأشكال حينما أجد نفسي  خارج الأسوار الجامعية، فلا تكاد تجد إلا من يستصغرك و يحط من قدرك، ولا سيما إذا رأى على وجهك ملامح هندية، اللهم إلا من يوقف أمامك سيارته لما يرى على محياك علامات العناء من طول الانتظار لتسنح لك سانحة لعبور الطريق تحت أشعة الشمس الحارقة، طبعا هذه ظاهرة حميدة لا تكاد تجدها في كثير من بلدان دول العالم الثالث مثل الهند(أستخدم هنا مصطلح العالم الثالث من جديد لأطلق على الهند مع أن المصطلح لم يعد يستخدم في معظم الوسائل الإعلام العالمية للإشارة إلى الهند والصين الصاعدتان على المسرح العالمي كقوى اقتصادية صاعدة Emerging Economies أو ما يعرف بظاهرة Chindia وهو مختصر لكلمتي China – India) و على كل حال، الأمر لا ينطبق على الجميع  ولا سيما بعض الذين يعتبرون أن الإنسان "الهندي" لا مشاعر و له ولا أحاسيس، ثم إذا توجهت إلى مكتب من المكاتب الحكومية لإنجاز معاملة ما، و الذي يتعامل مع الوافدين بصفة خاصة، فلا تخرج منها إلا وقد أشبعوك بما يثير فيك الغثيان. وكان آخر هذه المواقف  التي عشتها شخصيا، وهي كثيرة، في اليوم السبت الموافق 10 يونيو 2006، حيث كنت مع مجموعة من الطلبة الوافدين في طريق عودتنا من الديار المقدسة بعد أداء مناسك العمرة التي نظمت رحلتها رابطة طلبة كلية الآداب - جزاهم الله خيرا - ووصلنا إلى منفذ السالمي الحدودي ووقفنا في طابور لختم جوازات سفرنا، فالضابط الذي كان يقوم بالمهمة، وقد بدا عليه أنه كان في موقف عصبي في تلك اللحظة، تلقف جواز سفري "الهندي" من يدي، ورمى به جانبا أمام مرأى زملائي و كأنه شيء لا يجوز لمسه  untouchable (تسمية كان يطلق على أفراد الطبقات المنبوذة في الهند أيام كان النظام الطبقي سائدا فيها)، بذريعة أنني لم أتحرك إلى الأمام إلا بعد أن نبهي بذلك، فإذا تحركت إلى الأمام دون إذن فهو عدم الالتزام بالنظام، وإذا انتظرت لإذن لأتحرك فهو أيضا عدم الالتزام بالنظام، فما تفسير النظام لما يتعلق الأمر بال"هندي"، ثم قام بختم جوازات الجميع بعد أن انتهى من جمع من كان يقف ورائي من الطلبة، ولكن لم يختم في جواز سفري حتى الآن، وقد انصرف الجميع ما عدا أنا و أمير مجموعتنا، الذي لم يدخر جهدا في تسخير كل طاقاته في سبيل تسهيل كل أمورنا طوال الرحلة وتحمل كثيرا من المشقات في سبيل ذلك، فتقدمت إلى الأمام مع بعض الخوف في داخلي نتيجة لبعض التجارب السابقة، فطلبت من الضابط الجواز وقلت له أنا من بين الطلبة الذين ختم لهم جوازاتهم كي لا يتوهم أنني سائق الآخرين أو خادمهم بالنظر إلى ملامحي الهندية، فسألني "ليش مافي نظام؟" مع أنني لم أقم، حسب اعتقادي، بما يخل بالنظام، فقد غلى هذا السؤال فورة الغضب في قلبي، وكدت أن أنفجر، إلا أن حقيقة مرة استوقفتني، كما تستوقفني دائما عند المواقف المماثلة، فأنا أولا وأخيرا"هندي"، وأكون الخاسر الوحيد جراء تصرفاتي الانفعالية الآنية، وأدفع الثمن غاليا حيث أن بإمكانه أن ينبش سببا لتعطيل عودتي إلى الكويت، فاحتججت لدى أمير المجموعة الذي كان واقفا على مسافة غير بعيدة على هذا التصرف العنصري من الضابط، ثم سألت نفسي مع كل صدق، ومع قلب يئن، وأنا لا أبالغ هنا أو أستعطف أحدا، لماذا أنا بالتحديد؟  فمن المستبعد أن يكون هذا الضابط قد رآني أو أنا رأيته من ذي قبل، فلماذا مثل هذا التصرف الذي أشبه ما يكون إلى تصفية حسابات سابقة، أليس الدم الذي يجري في عروقي لونه نفس لون الدم الذي يجري في عروقه مع اختلاف جنسيتنا و ألوان بشرتنا،  فلماذا بدر منه هذه العداوة تجاهي دون غيري و في هذه اللحظات القليلة التي جمعتنا ثم فرقتنا؟ وفوق ذلك ألسنا أصحاب رسالة عظيمة دعت إلى العدل و المساواة بين جميع البشر؟ ( إذا كان لدى أحدكم استعداد أن يمنحني بالجنسية المزدوجة، مع جواز السفر- غير المنبوذة -  طبعا، فلا مانع لدي في قبولهما، حتى ولو كانت هذه الجنسية و جواز السفر لجزيرة نائية في القطب الشمالي، مع الاحتفاظ بحقي أن أحمل جنسيتي الأصلية و جواز سفري الحالي الذي أفتخر بهما دوما وإن كان الآخرون يسخرون منهما:)

 فهذا التصاعد والهبوط في الانفعالات نتيجة الصراع النفسي لوجود نماذج كثيرة مشرفة حولنا، وهي الأكثر بالطبع، عند بدء كتابة مقال من مقالات الموقع وما تتناقض معها من تجارب واقعية مريرة يفسر أفضل تفسير لأسلوب كتاباتي لكل المقالات التي نشرته في هذا الموقع، فقد اقتضى توضيح ذلك هنا حتى لا يشكك أحد في حسن نوايانا.

وعودة إلى داخل الأسوار الجامعية، فمع أنه جنتك وسط القلاع الجامعي المحصن من الإذلال والاستصغار الذين يحبطانك، فلا تتوقع أن ترى كل شيء ورديا rosy فيها، مع وجود الكثيرين ممن يسألونك "أنت شنو"  أو يناديك "صديق" مع علم بعضهم أنك طالب أو (( يدعك تنتظر حين تتوجه إلى مكتب التصوير في قسم من أقسام الجامعة لتدبس التقرير الذي طلب منك إعداده فيسألك العامل هناك دون أي وجه حق عن جنسيتك بعدما ألمح على وجهك ملامح جنسية "اشتهر" أبناؤها بغبائهم وحماقتهم،  فلا تحاول أن تلف أو تدور في إجابتك و أنت في بداية مشوارك الجامعي رغم انك تفطن إلى أن الإجابة الصحيحة لهذا السؤال الحرج لن تعود عليك بأية منفعة، ثم عند معاودة الطلب يسحب منك التقرير عنوة و يدبسه بشكل عشوائي  حتى يصبح غير صالح لتقديمه للدكتورة وكأنه يريد أن ينتقم منك لسبب توجهك إليه... وهذا حالي وتجاربي الشخصية كطالب جامعي، فما بالك بالعامل الساذج البسيط، الذي لا حول له ولا قوة، سواء كان هنديا أو ممن تطلق عليه هذه التسمية، حيث تكمن المشكلة في انتمائه إلى هذا البلد الذي قدم و لا يزال الكثير للبشرية، وأنا هنا لن و لا أدافع عن التصرفات الخاطئة التي ترتكبها أفراد هذه الفئة، بل يجب أن يحاسبوا عليها، و يوضعوا تحت طائلة المساءلة القانونية، ولكن دون أن نضعهم في خانة جنسية بعينها، فهم ينتمون إلى جنسيات عديدة، فالتعميم (هندي) أمر مجحف لا يغتفر، كما أنني لا أحاول من خلال هذا الموقع إثارة نعرات قومية أو عرقية، لأنها نتنة كما قال الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، و قال أيضا في موضع آخر(الناس سواسية كأسنان المشط)، فلذا كل ما أدعو إليه من هذا المنبر أن تكون المفاضلة بين الناس على أساس التقوى والعمل.. فقط لا غير.. وذلك انطلاقا من قوله سبحانه و تعالى، خالق البشر وعالم أسرارهم {يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم} (الحجرات: 13).

وختاما، وبالتأكيد أدرك خطورة هذه الخطوة التي أقدمت عليها، وعلى استحياء منذ البداية نتيجة للصراع النفسي الذي ذكرته آنفا، وأنه يخلق من زملائي(وهم قليلون لا يتعدى عددهم عدد أصابع اليد الواحدة)، أعداء (لا أدري هل أخطأت في استعمال هذه الكلمة الأخيرة هنا) ممتعضين ومستائين، ولم ألمس منهم إلا المعاملة الحسنة والقلب الرحب، وتنهي الصداقات التي تربطني بهم إلى الأبد، أو على الأقل يؤدي إلى وقوع "أخطاء إملائية" في تلك الصداقات، ولكن في المقابل لا أقاوم النداء الداخلي الذي يطالبني بخرق لزوم الصمت الذي طالما التزمت به في وجه مثل هذه التصرفات العنصرية الخاطئة، و لا سيما بعد الحادثة الأخيرة في المنفذ الحدودي مع ضابط جواز السفر، التي صادفت أن تكون بعد إطلاق هذا الموقع، ونفد بعدها كل صبري..وهذا ما دعاني أن أكون أكثر صراحة هذه المرة، وأتخلى عن كثير من تحفظاتي..

15 يونيو / حزيران 2006

محمد عبد الجليل

طالب في قسم الإعلام - جامعة الكويت

أكتبوا إلينا آراءكم وتعليقاتكم: الآراء و التعليقات

******************************************

 

خمس سنوات مغتربة على مقاعد الجامعة

(5 يونيو / حزيران 2007)

في مستهل كل فصل دراسي في جامعة الكويت، بينما يأخذ النشاط الأكاديمي يدب في كل مفاصل الجامعة رويدا رويدا، و تنبض الحياة مجددة في الفصول الدراسية التي تتهيأ لاستقبال محييها – دكاترة و طلبة على أهبة الاستعداد، و تعم  الأجواء الطافحة بالغبطة و المشحونة بالحركة و الباعثة على الأمل على الجميع في كل أرجاء هذا الصرح الأكاديمي الراقي، ينادي دكتور في فصل من الفصول الدراسية بأسماء الطلبة المسجلين لديه و يمر بعيونه على وجوههم النضرة و النيرة مرورا كراما، فجأة يشد انتباهه إلى طالب  غالبا ما يجلس في ركن من أركان الفصل لا حياة فيه و لا حراك، مبقيا المسافة الكافية بينه و بين باقي زملائه، و كأن بينهما برزخا - حاجزا - لا يبغيان، و أمرا ما مجهولا يعزله عنهم، فيسأله الدكتور عن بلده، فيعلو محياه بوادر التحير و كآبة المنظر، و يشعر بأن الأرض كلها ضاقت عليه بما رحبت، فيجيب بصوت خافت و متهدج، لا يكاد يخرج منه إلا بشق الأنفس، و كأن فرائصه ارتعشت لعظم ما سئل عنه و قلبه بلغ الحناجر ليقف حجر عثرة في طريق الحروف العربية إلى مخارجها الأجنبية وهو لا يريد أن يبوح بهذا السر الذي يعتبره من أعظم أسرار الكون، و جلب له مشاكل كثيرة في مواقف لا حصر لها في الماضي، ولكن ملابسه ذات الألوان الباهية و الزاهية التي تعبر بكل صدق عن خلفيته الثقافية الفسيفسائية وسط ملابس زملائه ناصعة البياض و ملامح وجهه  المغايرة عن الباقين في مظاهرهم و ملامحهم الأنيقة و المهندمة و الرزينة، و نظراته الحائرة بعينيه المترعتان بما تبدو شجونا تسبقه في نطق كلمة الحق، فيدرك حينه أنه لا عاصم اليوم من البوح بهذا السر، فيقول خارقا الصمت الذي خيم على أجواء الفصل منذ لحظات قليلة "من الهند"  مع بعض التركيز على حرف الهاء ذات النبرة المرتفعة سعيا منه أن يرمي وراء الكلمة "المشؤومة" في نظر الكثيرين بعض الثقل، عله ينقذه من هذا الموقف غير المحسود عليه، فيتعلق بهذا الحرف  تعلق الغارق في بحر لجي يغشاه موج من فوقه، فيما لا تزال التعابير الغامضة التي اقتحمت إلى وجهه لحظة سماع السؤال و التي يصعب تأويلها و لا يعلم تأويلها إلا الذي يعلم خائنة الأعين و ما تخفي الصدور بادية على وجهه الشاحب، ثم تجده بعد أن تهدأ الأعاصير التي عصفت على وجهه و أتت بما لا تشتهي السفن، و عادت الأمور إلى نصابها، و انحل الفصل فيما لم ينحل اللغز و العقدة اللتان تقفان وراء حيرته حين وجه له السؤال، مع أنه استطاع أن يقطع دابر السؤال بإجابته التي لم تدع مجالا لمزيد من الشكوك التي اكتنفت حوله في بداية اليوم، تجده يسرع الخطى وهو يقطع أزقة الجامعة و ممراتها التي تتسع للجميع سواه، واضعا عينيه موضع السجود، دون  أن يلتفت ذات اليمين و ذات الشمال، تجنبا - أو تهربا - مما تلاحقه من نظرات استغرابية - أو استنكارية لصعوبة استيعاب و تصديق أحدهم ما يشاهده بأم عينيه -  و كأن لسان حال أحدهم يسأل: "هندي يدرس معنا؟" و ذلك نتيجة لهذا التناقض الصارخ بين ما طبع على  وجهه من ملامح و ما تتشبث بها أيديه من كتب دراسية، وهو عندئذ يحاول يائسا أن يلتمس عذرا لمن يتبع نظرته الأولى على وجهه بنظرة ثانية على كتبه، بأن الناس أجناس، و أن الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف و ما تناكر منها اختلف.

وهكذا توشك خمس سنوات عزيزة على إكمال دورانها كلمح البصر، بين فرحة الأيام و عوادي الدهر، بين فصول الربيع و الخريف و مواسم الأعاصير و الأمطار الرعدية، بخطى حثيثة دوما دون ما توقف، تماما مثلما كان يسارع خطواته في ممرات الجامعة، فائتلف خلالها ما تعارف، و اختلف  ما تناكر، و وتلك سنة الكون منذ الخليقة، و نحن كمخلوقين ليس أمامنا سوى الاستسلام لها طوعا أو كرها، ولذا حين ألتفت إلى ورائي مجترا ذكرياتي طوال السنوات الخمس المنصرمة في أكناف الجامعة مستجمعا فتات أفكاري، أرى أنها كانت في مجملها سنوات جميلة علمتني كيف أأتلف أكثر من كيف أختلف، رغم كل ما صاحبتها من صعوبات و مشقات واجهتها كوني طالبا "هنديا" يثير مظهري و ملامحي دائما استغراب الآخرين - طلبة و دكاترة و موظفين - أكثر من كوني طالبا مغتربا، فتحولت المواقف و اللحظات العصيبة التي عشتها كلها إلى فصل فريد من فصول الحياة نادرا ما يتلقاه إنسان في أي جامعة من جامعات العالم، و هي التي علمتني  كيف أواجه و وأتحدى و أباري الصعوبات، و كيف أبلي بلاء حسنا في وجهها، و كيف أتكيف معها إذا اقتضى الأمر،  و كيف أروض وحش الوحشة في بلاد الغربة، و كيف أعزل الورود من الأشواك و أجتنب مسح الورود و وخز الأشواك، و أنا أدرك أن الحياة ليست كلها مفروشة بالورود كما أنها ليست كلها مبذورة بالأشواك.

وحين أعيد شريط ذكرياتي عن تلك الأيام التي تتداول  بين الناس بكل حسرة و حنين، لا بد لي من وقفة إجلال و إكبار لثلة من الدكاترة الذين كان لهم أعظم الفضل و أعمق الأثر في صقل مواهبي و تشحيذ أفكاري و تكوين شخصيتي كطالب "هندي "  و مغترب يتطلع بكل لهفة وشوق إلى كلمة طيبة تثلج الصدور، و الكلمة الطيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت و فرعها في السماء، و هي حين تؤتي أكلها تغذي معنوياته الهابطة التي تظل تتراوح مكانها حين تشتد عليه وطأة الغربة، و يأتي في مقدمة هؤلاء الذين نقشت أسماؤهم في ذاكرتي مطلية بالذهب الخالص و تظل فيها أبدا ما حييت، ذلكم الدكتور الكويتي الذي أخذ بيدي و أنا أدخل إلى عالم الإعلام من أوسع أبوابه من عتبة مادة "مدخل إلى علم الإعلام"، و كان من دأبه أن يترك في نهاية كل مقال  أقدمه إياه مرة كل أسبوعين تحت ما كان  يطلق عليه  "الخبرة" بعد عناء و إرهاق طويلين في إعداده و أنا في بداية مشواري عبارات موجزة و لكنها تأخذ من القلب مأخذها من قبيل "كتابة راقية" و "عمل ممتاز" وغيرهما، ثم قال لي وهو يرجع لي "الخبرة" الثانية التي كانت تدور محاورها حول دور وسائل الإعلام في تشكيل الصور النمطية الإيجابية و السلبية مادحا إياي "أنا فخور بك"، فخامرني شعور بأنني امتلكت كل ما في الأرض من أقصاها إلى أقصاها، كما طلب مني حصريا بعد تسليم "الخبرة" الثالثة أن أسلمه نسخة إضافية من مقالاتي، و كان ذلك بمثابة أول وسام أحصل عليه و أنا لا أزال أحبو في عالم الكتابة العربية حيث أخطئ حتى في التذكير و التأنيث و التعريف، ناهيكم عن الصعوبة في إخراج الحروف من مخارجها الصحيحة عند النطق بها، فأدركت بأن بمقدوري - وليس بميسوري بعد - أن أشق طريقا خاصا بي في الكتابة في اللغة العربية، مع أنها طالما كانت عصية علي بعض الشيء نظرا لأنني حديث العهد بها خلافا للغتي الأم - اللغة المليبارية – التي اعتنيت بها قراءة و  كتابة منذ نعومة أظفاري أو اللغة الإنجليزية التي نلت منها حظا لا بأس به.

من بين هؤلاء الذين لونوا مشواري الجامعية بألوان ساطعة، و أثروا على اهتماماتي و صقلوا ملكاتي و بثوا في نفسي روح الثقة، ذلكم الدكتور الذي لقنني ألفباء الترجمة، و التي تألفت منها  الكلمة السرية لفتح مغارة كنزها الذي لا ينضب، و لا أقدم على ترجمة خبر أو مقال لنشره على موقعي الالكتروني (بوابة الهند و أخبار الهند) إلا و صورته حاضرة في ذهني، فيرشدني إلى أخطائي بقوة هذا الحضور، فتظل بصماته واضحة على انجازاتي المتواضعة، و إن باعدت بيننا المسافات و تقطعت السبل بعد الان.

و حين أطوي صفحة ذكريات خمس سنوات خلين  لا بد لي من ذكر موقف مؤثر آخر، و الذي ذكرته مفتخرا لزملائي غير مرة، وهو ما حدث لي في يوم تكريم الدكتور الذي أصبح وزيرا للإعلام في منتصف الفصل الدراسي الثاني قبل عامين بينما كان يدرسنا مادة أخلاقيات الإعلام، حيث وُجه لي كطالب في قسم الإعلام دعوة لحضور حفل تكريم ذلكم الدكتور، فكان الأمر لأول وهلة مدعاة لبالغ سروري كأي طالب يسر أن يرى أستاذه يعتلي عرش الوزارة، و يستبدل حقيبته الأكاديمية الروتينية المليئة بالواجبات و الإنذارات بحقيبة وزارية حافلة بالإنجازات، إلا أنني سرعان ما اكتشفت حين أمليت التفكير ما يحف الأمر من مغامرات لا بد لي أن أخوض غمارها، و أنا لا أدري بعد إن كنت أخرج بعدها سالما معافا أم منكسرا متنكس الرأس، وذلك حين تبادر إلى ذهني كابوس حراس الأمن الذين يروق لبعضهم دائما أن يوقفني و أنا أدخل إلى مرفق من مرافق الجامعة موجها ذلك السؤال التعيس الذي بات يقض مضجعي مذ أول يوم تخطيت أولى خطواتي في الجامعة حين يسألني أحدهم: صديق واين يروح؟؟ و كأنني دخيل في الجامعة أحاول أن أتسلل إلى موقع حيوي فيها للقيام بعمل تخريبي في وضح النهار أو تحت جنح الليل حينما يضيقون من ملامحي الهندية ذرعا، فسألت نفسي مترددا: هل أحضر الحفل أم لا؟ و هل أضحي بكرامتي و شرفي في سبيل حفل ربما لا يحمد عقباه بعدئذ؟ ثم تفتق إلى ذهني بعد وضع كافة الاحتمالات في الحسبان حل كفيل  لإنقاذي من هذه المعضلة: أشهر أمام كل من تسول له نفسه توقيفي رسالة الدعوة التي وجه إلى من قبل قسم الإعلام قبل أن يباغتني بالسؤال الحرج.  و هكذا حضرت الحفل و رأيت أحد زملائي المغتربين يدرس هو الآخر في القسم قد سبقني إلى المكان بمعية زميل له، فتبوأت مقعدا حسنا بجوارهما متابعا أحداث الحفل، و بعد الانتهاء من إلقاء كلمات الترحيب و كلمة المحتفى به، بدأ الحضور يتدافعون لتهنئة الدكتور والتقاط صور تذكارية معه، فوقفت مع زميلي نتفرج المشهد، فشد ذلك انتباه الدكتور، فبادر بالقول مشيرا إلينا: هؤلاء ضيوف الكويت، و قربنا إليه زلفى لنلتقط الصور التذكارية معه، أمام علية القوم الذين حضروا الحفل، فكان ذلك موقفا لن أنساه.

و من بين أولئك الدكاترة الذين تركوا في نفسي بالغ الأثر و خلدوا ذكراهم العطرة في ذاكرتي، و لن أنساهم في دعواتي، ذلكم الدكتور الذي أبدى استعداده لمساعدتي في شأن مواصلة الدراسات العليا دون أن أطلب منه ذلك، أو يعلم مني ذلك الطموح الجامح الذي طالما اعتبرته من أضغاث أحلام ألهث وراءها، فلكم جميعا جزيل الشكر و كل التقدير. 

و هكذا توشك خمس سنوات على إكمال دورانها، بانطواء المسافات إلى يوم الوداع الأخير للجامعة الحبيبة التي أسرت قلبي بقوتها السحرية الخفية، و بجاذبيتها التي تفوق جاذبية الأرض، و كم أتمنى ألا تنتهي هذه السنوات الجميلة، مع مواقفها و تجاربها، و أبقى على حالي كطالب سرمدا، ولكن كل شيء عند الله بمقدار، و دوام الحال من المحال، فالسنوات كما هي الحال مع سحاب الصيف لا تنتظر لأحد، وهي تمر مر السحاب، و لا أحد يدركها وهي تدركه لا محالة، مهما حاول أن يفلت من قبضتها، فالأيام الخوالي مهما قلت عنها، ذكرياتها التي تجول في سويداء قلبي تظل عطرة رغم ما تخللتها من مواقف  أحرجتني كثيرا، و عزلة طالما تقوقعت داخل شرنقتها، وهي مما فرضتها على نفسي قبل أن أعلق أسبابها على شماعة الآخرين،  فالمواقف كلها تلوح اليوم في الأفق البعيد مواقف طريفة و ظريفة و لطيفة، طعمها كطعم ثمرة Indian Gooseberry   الغنية بالفوائد الصحية و التي تدخل في إنتاج أنواع عديدة و متنوعة من العقاقير الطبية الطبيعية و تزخر بها ولايتنا الاستوائية الجميلة في الهند - كيرلا – بشكل خاص أولها مرارة و آخرها حلاوة، ربما لن أحظى بتجاربها – بمرارتها و حلاوتها - مستقبلا، وهي لم تتركني أودع هذا الصرح الأكاديمي خالي الوفاض...

فوداعا...

محمد عبد الجليل

طالب في قسم الإعلام - جامعة الكويت

أكتبوا إلينا آراءكم وتعليقاتكم: الآراء و التعليقات

 

******************************************

 

تعقيبا على تعليقات أحد زوار موقع بوابة الهند الكرام


(17 نوفمبر / تشرين الثاني 2007)

أخي العزيز  

بداية أشكركم جزيل الشكر على زيارتكم الكريمة لموقعي الإلكترونيين بوابة الهند و أخبار الهند و على صراحتكم و جرأتكم اللتين تستحقان كل الثناء فيما تفضلتم من تعليقات طيبة و قيمة وإطراء جميل على الموقعين المتواضعين.

أنا أوافقم الرأي تماما فيما قلتم أن بعض الهنود – أقصد هنا القلة القليلة منهم - يعاملون الأجانب بخشونة و قلة أدب مع الإقرار أنها نقطة سوداء تسجل ضدنا، و قد سمعت فعلا من نفر قليل من أبناء جلدتنا كلمات تسيء إلى العرب بشكل أو آخر و على نحو متعمد تارة و غير متعمد تارة أخرى، فأكون دوما في موقع الدفاع عن العرب سيما حين أكون في الهند و أقضي العطلة الصيفية فيها. 

غير أن هذا الأمر ليس مستفحلا بالصورة التي نشاهدها و نعيشها في بعض البلدان العربية - بدرجات متفاوتة دون التعيين - و أنا أقول هذا الكلام من واقع متابعتي لهذه القضية لسنوات عدة من خلال و سائل الإعلام من المنتديات الإلكترونية العربية و غيرها و من و بعض التجارب الشخصية التي مررت بها.

على أية حال، و الحق يقال، إن كل الشعوب فيهم من هو صالح و من هو طالح، و أنا تجربتي مع الطلبة الكويتيين الذين درست معهم سنين طوال تؤكد هذا الأمر حيث أستطيع القول أن المائة بالمئة منهم طيبو القلب و منشرحو الصدور و من الإجحاف بالمكان أن أعمم بعض التصرفات الفردية المريرة التي مررت بها طوال فترتي الدراسية كسلوك جماعي يؤخذ على الكل. 

و إن ما أحاول تغييره من خلال موقعي بوابة الهند و أخبار الهند هو تغيير بعض الصور الذهنية الخاطئة أو ما نسميها بالمصطلح الإعلامي الصور النمطية السلبية  العالقة في أذهان البعض تجاه الهنود من خلال مقالات و أخبار إيجابية ليس إلا. و لعل اللوم لما وصلت إليه سمعة الهنود لدى البعض من ترد يقع بالمقام الأول علينا نحن الهنود قبل أن نعلق على مشاجب الآخرين، و من هنا يكتسب الموقعان أهميتهما الخاصة  كمحاولة متواضعة مني لتغيير أو تعديل هذه الصور الذهنية الخاطئة  و السلوكيات التي أعتبرها  - من منظوري الشخصي فقط - غير السوية.

أما صفة الغباء التي تحدثتم عنها في تعقيبكم، و تطرقت إليها بإسهاب في صفحة "الهنود و النكات"، فأرى أن الناس بمختلف أعراقهم و ألوانهم و مشاربهم و جنسياتم متساوون في امتلاك القدرة العقلية، وإن ما يختلفون فيه استخدامهم لها و استغلالهم لها تبعا للمناخ السياسي و الثقافي و الإقتصادي الذي يعيشون فيه فحسب.

كما  أستغل هذه الفرصة أن أقترح عليكم و على المتطوعين المهتمين بالموضوع، أن يؤسسوا موقعا هادفا يرمي إلى تغيير الصور النمطية السلبية عن المسلمين عامة و عن العرب خاصة لدى الأمم الأخرى مثل المجتمعات الغربية حتي نستطيع أن نقدم صورة ناصعة عنا من خلال هذا المنبر و يكون بمثابة الخطوة الأولى في مشوار ألف ميل لتأسيس موقع أشمل تمتد دائرة أنشطته إلى أنشطة دعوية و معلوماتية و سواها على غرار موقع فيكيبيديا الشهيرة، أي موسوعة شاملة يرجع إليه كمصدر أول للمعلومات الصحيحة و الموضوعية عن الإسلام و المسلمين بصفة عامة و العرب و الأقطار العربية بصفة خاصة. و أنا بصفتي مؤسس موقع بوابة الهند و أخبار الهند و على خلفية خبرتي المتواضعة في كتابة المضمون الإعلامي و الدعائ، أعد من ينحو هذا النحو كل الدعم الذي أستطيع مده بكل سخاء لإنجاح مثل هذه المهمة.  

أما تجربتي الشخصية مع العرب قبل أن أقدم إلى بلاد العرب فكنت أنظر إليهم نظرة إعجاب و إكبار حيث كان الكثيرون منهم يأتون إلى مدينتنا - كوتاكال - الواقعة وسط ولاية كيرلا الجنوبية طلبا للمداواة بطريقة أيورفيدا التقليدية التي تشتهر بها الولاية بوجه عام منذ آلاف السنين، و كان طريقة لبسهم و أسلوب تعاملهم مع الناس محل إعجابي وقتئذ.

و لكن اصطدمت فيما بعد بالنظرة السلبية أو الدونية، إذا كان التعبير في محله، من قبل البعض تجاه الهنود أو من يطلق عليهم لفظ "هندي" مع الدعوة دائما إلى أن نتمسك بمبدإ هابيل حيث قال لأخيه قابيل حين هم بقتله: " لئن بسطت الى يدك لتقتلنى ما انا بباسط يدى اليك لاقتلك."

وعلى أية حال لا بد لي أن أسجل قبل أن أختم مداخلتي هذه، و هي بالمناسبة الأولى لي في هذا الموضوع منذ مغادرتي للكويت الحبيبة، و أنا لست بصدد المجاملة حتى لا يفهم كلامي بشكل خطئ و يخرج المقصود من سياقه، كل تقديري و حبي للمجتمعات العربية - و أخص هنا المجتمع الكويتي المضياف- الذي احتضنني خلال دراستي الثانوية العليا بالمعهد الديني في الكويت كطالب مبتعث و السنوات الخمس التي قضيتها في أكناف جامعة الكويت، و التي خلالها طورت مواهبي و تحددت ملامح شخصيتي، و تعرفت على شعب طيب و لطيف قل نظيره – بالطبع مع وجود بعض السلبيات التي هي صفة لاصقة لكل الشعوب إذ ان الكمالية صفة تقتصر على الله سبحانه و تعالى و هو المنزه عن النواقص و العيوب جل شأنه ، و شارك بعضهم همومي و أحزاني لدرجة أني أشتاق أحيانا بشوق و حنان لا يوصف بالكلمات إلى الكويت الحبيبة بعد أن غادرتها قبل نحو ثلاثة أشهر، ربما إلى الأبد.

و أخيرا أقدم لكم اعتذاري نيابة عمن أساء إليكم من الهنود  

 محمد عبد الجليل

طالب سابق في قسم الإعلام - جامعة الكويت

Date: 2007-11-16 08:51:12

Name:

 

Email:

Protected

Site Rating:

10

Comments:

السلام عليكم ورحمة الله..

أخي العزيز

قرأة معظم ابواب موقعك

ودفاعك عن الهنود فيه شيء من الصحه

لكن وبصفتي طالب من طلاب الهند أعرف جيدا إن بعض الصفات موجوده لي الهنود

نعم لا ننكر ان هناك العباقرة من والفطاحلة من الهنود

ولكن هناك الاغبياء والاغبياء جداً جداً ومن يعيش في الهند يدرك هذه الحقيقة

وعن معاملة الشعب الهندي للعرب

 

يدرك الكثير من العرب الساكنين في الهند وفي بونا بتحديد المعاملة القاسية جداُ (او ما نسميه التفلسف) خصوصا من يمتلك رتبه ووانت تكون محتاج له

يكفيك معاملة رئس القسم لنا او قسم تسجيل الاقامة او ...الخ

وعن الغباء تجول في الهند وستعرف ماذا يعني الغباء ليس مثل ما يضخم لكن تصور ان  ينجح في مادة الرياضيات 30% من الهنود

او رسوبهم  بنسبة 80% في مادة الحاسوب

 (c language)

لا تعلم كم كنت احترمه في بلدي  و كيف كنت اعاملهم وانا نادم على ذلك بسبب معاملتهم لي في بلدهم

اكتب لك موقف واحد حدث ليي عن قريب

بيناما كنت واقف عند الاشارات الضوئية فتح احد (الهنود) النافذه

ابتسمت في وجهه

ظانا منه انه سيسألني عن مكان او شي

ولكن قال

you are in india not in your country.

نظرت الى نفسي علني اجد شي خطأ لم اجد

اشتغلت الاشارة (خضراء) مشيت واذا بهي يلحقني ويحاول ان يدعمني بسيارته

السبب؟؟!!

فقط اني في بلده

والسلام

واسجل اعجابي بالموقع ومحتواه

شكرا لك اخي

http://www.efreeguestbooks.com/mg/multi.pl?85610

أكتبوا إلينا آراءكم وتعليقاتكم: الآراء و التعليقات

   

 

 

أنقر هنا للتسجيل في سجل الزوار

 

أطلق العنان لأفكارك... واجعل كلمتك مسموعة من خلال بوابة الهند

 

 I   Downloads   I  المحطات   I   الصور   I    من نحن   I   الأسئلة الشائعة عن الهند   I   المصادر   I   التعليقات   I

 

للأمانة العلمية: نسمح بإعادة نشر أي من المواد المنشورة على موقعينا بوابة الهند و أخبار الهند شريطة ذكر عنوان موقعنا في حال أن المادة خاصة بنا و عناوين مصادرنا في حال أنها مترجمة من قبلنا

 

zerone10@rediffmail.com