كلام صريح   I    المسلمون في الهند    I    النخبة    I    الهند - التكنولوجيا والمعلومات    I   الهنود والنكات     التعليقات    I     

 
       

تغطيات خاصة

 أخبار الهند

 الرئيسية

 
 
 

 العلاقات الخارجية

 

قصة إنتشار الإسلام في الهند ودلالاتها على العلاقات العربية الهندية

(1 أبريل / نيسان 2006)

  خاص بموقع بوابة الهند

 

الافتتاحية

كلام صريح

قضية الساعة

النخبة

المسلمون في الهند

الهنود العالميون

التكنولوجيا

المقالات

المعلومات الأساسية

الهنود والنكات

الفضاء

الصحف العربية

العلاقات الخارجية

التعليم

الثفافة

المتفرقات

الصور

FAQ

Downloads

المحطات

المصادر  

التعليقات

من نحن

سجل الزوار

 

 

 

 مسجد شيرمان بولاية كيرلا (ملبار سابقا) في شكله القديم قبل الترميم وهو أول مسجد تم بنائه  في الهند  عام 629 م

حينما نتحدث عن العلاقات الهندية العربية فإن أول ما تتبادر إلى ذهني,  كمهتم ومتابع لهذه العلاقات,  هي قصة تاريخية تعود أحداثها إلى قرن السابع أو الثامن الميلادي حينما وصلت رسالة الإسلام الى ساحل ملبار الواقع في جنوب غربي الهند المعروف حاليا بولاية كيرلا, وهي أول بقعة وطأ فيها الإسلام أقدامه في الهند قبل فتح المسلمين لشمال البلاد في العهد الأموي, وقد انتشر الإسلام في ساحل ملبار على يد الصحابي (أو التابعي إذ اختلف المؤرخون حول كونه صحابيا أو تابعيا)  المعروف باسم  مالك بن دينار مع أربعة عشر من أصحابه.  وقد وصلوا إلى سواحلها المشمسة في وضح النهار و وقد أنهكهم طول مدة السفر وعناءه فافترشوا الأرض وخلدوا إلى الراحة.  رآهم رجل "تيان" (Thiyyan) أي رجل من أبناء إحدى الطوائف الهندوسية من الطبقات الدنيا, ويكسب قوت يومه من قطف ثمار جوز الهند في مزارع ملاك الأراضي, رآهم الرجل من فوق شجرة جوز الهند, حيث مكان عمله, وهم على حالهم هذه التي أثارت الشفقة في داخله و أيقظ فيه الإحساس بواجب الضيافة, فبادر إلى إسقاط عدد من ثمار جوز الهند ليرووا بها عطشهم, فما كان من مالك بن دينار وأصحابه إلا أن رفضوا هذا العرض السخي معللين تصرفهم هذا بأن تعاليم دينهم يحرم عليهم أخذ شيء دون إذن أو علم صاحبه, وترك هذا التصرف الغريب و غير المألوف أثرا كبيرا في نفس الرجل.  أبلغ الرجل سيده عن الغرباء وعما حدث له معهم, وسرعان ما سرى الخبر بين الناس سريان النار في الهشيم حتى وصل إلى آذان الملك,  وكان إسمه شيرمان برومال, ملك كيرلا آنذاك, فاستدعى مالك بن دينار إلى قصره, وسأله عن خبره, وعن سبب قدومه إلى بلده, فأجابه أنه يحمل رسالة إلهية سامية  جاءت لتخرج الناس من الظلمات إلى النور, وتدعو الناس إلى التحلي بأخلاق فضيلة و التخلي عن أخلاق رذيلة, وهي الأخلاق ذاتها التي منعته هو وأصحابه من قبول هدية رجل "تيان",  ثم تحدث عن الثواب العظيم لمن يؤمن بها والعذاب الأليم لمن يكفر, ودعا الملك إلى الدخول في كنف هذا الدين العظيم الذي لا يقتصر على بلد دون آخر, أو قوم دون غيره, رسالته عالمية, وهو الأمر الذي  دفعهم إلى القدوم إلى بلده لإبلاغ الناس عنها.  اقتنع الملك بكلام مالك بن دينار الذي لم يدع لدى الملك أدنى شك في مصداقيته فأشهر إسلامه.  ويقال أن الملك توجه إلى مكة بعد ذلك قاصدا أداء فريضة الحج, و يروي بعض المؤرخين بأنه التقى بالرسول محمد صلى الله عليه وسلم بمكة, ثم توفي في طريق عودته إلى الهند.  ويوجد في البلدة التي وصل إليها مالك بن دينار وتدعى "كودونغالور" اليوم أول مسجد بني في الهند وإسمه مسجد جامع شيرمان برومال ويقال أن مالك بن دينار هو من تولى بنائه.

و تضعنا هذه القصة أمام صورة واضحة للمبادئ والقيم المتميزة التي طالما شكلت روافد أساسية للعلاقات الهندية العربية.  وتتمثل هذه المبادئ في الصدق والأمانة والإخلاص واكرام الضيوف وغيرها, كما كانت سر بقاء هذ العلاقات على قوتها وحيويتها على مدى آلاف سنين وسدا منيعا ضد الحملات التشويهية التي استهدفتها. 

ولكن على جانب آخر فقد انتهج قوى الإستعمار نهج الإستغلال وإذلال الشعوب المغلوبة على أمرها في تعاملها مع الهند.  وتفننوا في أساليب هذا الإستغلال وصوره لبسط  مزيد من النفوذ في الهند منذ أن اكتشفوا الطريق البحري إليها على يد رحالة برتغالي مشهور يدعى بفاسكو دي جاما في سنة 1498.   وكان هذا عاما مفصليا في تاريخ الهند في علاقاتها مع الخارج حيث تتابع بعد ذلك غزو دول استعمارية أخرى عليها كما تعاركت هذه الدول فيما بينها للهينمة على خيراتها الطبيعية.  كما  انحصرت التجارة المزدهرة القائمة على المصالح المشتركة بينها وبين الدول العربية.  فثمة فرق بين من يأتي ليفيدك ويستفيد منك  ومن يسعى لإستنزاف خيراتك وإلغاء كل من يقف في وجهه في تحقيق أهدافه.  والأمر لا يختلف كثيرا في عالمنا اليوم. 

هذه الخلفية التاريخية تضعنا أمام عدة تساؤلات, لعل من أهمها هو إلى أي مدى استطعنا ان نستثمر هذا الماضي المشرق والمشرف في تحقيق تعاون بناء بين بلداننا في الوقت الحاضر؟  هل تعثرنا في معرفة قدراتنا وامكانياتنا الضخمة   في مواجهة تحديات اليوم و في تحقيق تطلعاتنا في المستقبل؟  أم أن نظراتنا القاصرة والمريبة  تجاه الآخر حالت دون تحقيق كل ذلك؟

التساؤلات كثيرة, والإجابة عليها أتركها لكم.

مقال خاص بموقع بوابة الهند

أكتبوا إلينا آراءكم وتعليقاتكم: الآراء و التعليقات

   

 

 

أنقر هنا للتسجيل في سجل الزوار

 

أطلق العنان لأفكارك... واجعل كلمتك مسموعة من خلال بوابة الهند

               Unleash Your Thoughts..Make Your Voice Heard Through India Gate                         

 

 I   Downloads   I  المحطات   I   الصور   I    من نحن   I   الأسئلة الشائعة عن الهند   I   المصادر   I   التعليقات   I

 

zerone10@rediffmail.com