الحق
links
mainpage
council
school
news
email
الافتتاحية 0000المشاركة     المحامي أسامه المشني

من السهل أن يقوم شخص واحد بمفرده بالهدم والتدمير  ولكن البناء والتعمير يتطلب جهدا وتعاونا جماعيا بنفس واحدة وإرادة واحدة وانتماء مشتركا 0
إن ما تمر به الطائفة المسيحية الأرثوذكسية في كنائس شمال الضفة الغربية وأقصد بذلك –طوباس والزبابدة وبرقين – من حالة التشرذم والتفتت الأمر الذي دفع ببعض أبناء الطائفة إلى الانتقال لكنائس أخرى وهجر كنيستهم ، هذا أمر جلل ومحزن على قلب كل مؤمن غيور على الأرثوذكسية ، ولو أردنا  تتبع حيثيات وأسباب هذا الأمر  ، لا نجد سوى حجج واهية – في معظم الأحيان - تتعلق بمواقف فردية لا يمكن أن تصدر عن الكنيسة وليس للكنيسة دور فيها ، ولكن سوء الفهم والخلط بين الكنيسة والأفراد كان عاملا في تتطور هذه الظاهرة  لتصبح  ظاهرة خطيرة ومتعذر السيطرة عليها وتهدد كيان الكنيسة الأرثوذكسية في المنطقة لان زمام الأمور تكاد تكون قد أفلتت وأصبح معظم أبناء الطائفة في أحضان كنائس أخرى أو اختاروا الانعزال في بيوتهم ، ولكن علينا البيان بان هناك تمييزا ينبغي أن يكون واضحا وجليا لدى الجميع ، بان الكنيسة حية بالمسيح لا يمكن أن تخطئ ومعصومة عن الخطأ وهي فاتحة ذراعيها بصورة دائمة ومستمرة وتدعوا الجميع ليأتوا إليها وهي أيضا تصرخ ليل نهارا مع الروح القدس ( تعال أيها الرب يسوع  ) – رؤيا 21 : 17و20 - وهي دعوى أن ننهض مع الكنيسة لان الكنيسة هي في حالة نهضة  دائمة وهي ناهضة ولكننا نحن بحاجة للنهضة وليس الكنيسة ،لنفهم  أن الذي يخطئ هم القائمون عليها  وهم أفراد عاديين اختلفت درجة فهمهم وإيمانهم ، فالأمر  يتطلب منا الوقوف إلى جانبهم ومساندتهم لنتوصل معهم للفهم الصحيح والسليم  لإرادة الرب يسوع المسيح والغاية التي اختارنا لها ، وهذا يتطلب منا العمل بجد لنتوصل معهم إلى الأسس السليمة والصحيحة لفهم عقيدتنا وإيماننا0
-1-
الكنيسة معصومة عن الخطأ وهي لا تتغير ولا تتبدل بتغير الأشخاص ، ومبادئها واضحة وجلية ، وليس هناك أي حجة لأي شخص للابتعاد عنها ، ولكن الخطأ والخلل فينا وبطريقه فهمنا لما تقصده الكنيسة ولما هو مطلوب منا حتى تكون فينا0
من هذا المنطلق كانت فرحتنا عظيمة بمباركة غبطة البطريرك المقدسي ايرينيوس الأول  حفظه الرب ورعاه بإعطائنا الإذن لطباعة وتوزيع هذه النشرة الدينية المتواضعة ، والتي نعتبرها سابقة للمنطقة يجب المحافظة عليها وتطويرها ، وأن نعتمدها بنية أولية وأساسية  لازمة لنشر الوعي والثقافة الأرثوذكسية اللازمة لتنهض الكنيسة فينا ، ولنفض الغبار عن مكنونات وكنوز عظيمة الشأن كفيله بإشباع الجياع والعطاش إلى البر وهي أساس العقيدة الأرثوذكسية الشرقية ومنطلق الإيمان المسيحي الغربي 0
إن الأمر لا يتعلق  بأبناء طوباس فقط ، فنحن لا نتجزأ عن أبناء الزبابده وبرقين كتلة واحدة وأعضاء في جسد واحد هو جسد الرب ، من الخطأ الفادح أن نظن أن النشرة تخص أبناء طوباس فقط ومن الأنانية أن نسأل : لماذا لا تصدر هذه النشرة عن الزبابدة أو برقين رغم الكثافة السكانية فيها ؟ إن الأمر يطلب دعم النشرة في موقعها أينما وجدت لأنها إنجاز للمنطقة ، وليكن لنا نشاطات موازية مثل المحاضرات أو الندوات أو المشاركة في النشرة بالمقالات والأبحاث 000ان الخطوة الأولى في سبيل كسر الحواجز ، لنفهم العقيدة الأرثوذكسية هي المحبة وترك كلمة – أنا – 0فلا أنا لبولس ولا أنت لابولس0
  منذ ثمانية أشهر ونحن نحاول بيان ذلك ، إلا أنه للأسف الشديد لا نجد التجاوب المطلوب ، علينا النظرة إلى الإنجاز وهو بحد ذاته إنجاز ولا مانع من النقد البناء البعيد عن الأنانية وحب الذات ، الأمر ليس شخصيا بل يتعلق بالغيرة على الأرثوذكسية أينما وجدت ، وكما قلنا هي أساس الشرق ومنطلق الغرب 0
أملنا أن يشارك الجميع في هذه النشرة ، ويعتبرها نشرته الخاصة حتى لا نشعر بالإحباط وبان عملنا يذهب أدراج الرياح 0                         (2)
عيد ميلاد والدة الإله ( 8 أيلول )
( اليوم الإله المستقر  على الأرائك العقلية ، قد سبق فهيأ له عرشا مقدسا على الأرض ، الذي ثبت السموات بحكمة قد أنشأ بمحبته للبشر سماء حية ، لأنه من أصل غير مثمر أنبت لنا أمه غصنا حاملا الحياة ، فيا اله المعجزات ويا رجاء الذين لا رجاء لهم يا رب المجد لك )
الكنيسة ومنذ القدم ، تعيّد لميلاد والدة الإله ، ففي القرن الرابع شيّدت القديسة هيلانه المعادلة للرسل كنيسة ميلاد العذراء ، وعمّم هذا العيد في القرن الخامس ، فألف بطريرك القسطنطينية أناطوليوس (447-449 ) نشائد له ، أما القديس اندراوس الاخريطشي (660-740 ) فقد وضع عظتين وقانونا جاء فيه ( إن العالم كله يحتفل بميلاد العذراء الملكة ) ثم وضع كل من بطريرك القسطنطينية سرجيوس ( القرن السابع ) والقديس يوحنا الدمشقي ( 650 –749 ) ويوسف الستوديتي ترانيم خاصة بهذا العيد 0
ويستند العيد إلى المصادر الابوكريفية ، ولكن التقليد الكنسي حافظ على المعلومات التي تساهم في إظهار الحقيقة الكتابية والعقائدية أي إن مريم هي من نسل داود وأنها كما تقول الأناجيل عن يوحنا المعمدان ، حظيت هي أيضا بولادة عجائبية 0 حلت والدتها حنه من العقر فأنجبت العذراء  المختارة التي ستقدم الطبيعة البشرية  لكلمة الله 0
وولادة العذراء التي أعلنها الملاك لوالديها بعد فترة طويلة من العقر ، كما ولادة يوحنا المعمدان ، تجد لها تجسيدا مسبقا في العهد القديم ، لكن ولادة والدة الإله هي أكثر من تجسد مسبق لأن طبيعتنا ذاتها خسرت مع القديسة حنه عقرها وباشرت بحمل نتائج النعمة ، إن  ولادة العذراء العجائبية ليست نتيجة عمل الهي اعتباطي حطم الله به التسلسل التاريخي الطبيعي لكنها مرحلة من مراحل التدبير الإلهي الخلاصي الساهر على سلامة العالم والعامل على تحضير مجيء الكلمة ، لذلك كان لا بد للكنيسة أن تعيد للحدث الجلل : ولادة
-3-
التي سوف تكون ، بملء اختيارها ( قصر الملك الذي فيه يتم السر الكامل  لاتحاد طبيعتي المسيح ) 0
" الباب العاقر يفتح والباب البتولي يتقدم " لإدخال المسيح إلى العالم ، هذا العيد مرتبط إذا بالمسيح أيضا وبه نعيد لسر مجيئه 0
عن كتاب الرؤية الأرثوذكسية لوالدة الإله
                               إن البرايا تفرح بك يا ممتلئة نعمة ،
محافل الملائكة وأجناس البشر أيها الهيكل المتقدس والفردوس الناطق ،
فخر البتولية مريم التي منها تجسد الإله وصار طفلا وهو اله قبل الدهور 0
لأنه صنع مستودعك عرشا وجعل بطنك أرحب من السماوات
لذلك يا ممتلئة نعمة تفرح بك كل البرايا وتمجدك 0                                        
القديس اثناسيوس الطفل
فيما كان أسقف الإسكندرية القديس الكسندروس جالسا في داره المطلة على البحر لاحظ ، في المدى المنظور ، على الشاطئ بعض الأولاد  يلعبون ، كان الطفل اثناسيوس – القديس اثناسيوس الكبير – واحدا منهم يقف في الماء فيما كان رفاقه يتقدمون واحدا واحدا ، فيصب عليهم الماء وينصرفون ،  فأخذ الأسقف يتساءل : ترى ماذا يفعلون ؟ وبدافع الفضول ، أرسل في طلب الولد وسأله ماذا يعمل ؟ لماذا يصب الماء على رؤوس الأولاد ؟ فأجابه : أعمدهم " يا سيدنا ، قال الأسقف : وهل تعلم كيف ؟ فأجابه : نعم " يا سيدنا  ، قد علمتهم أسرار إيماننا ولقنتهم الصلوات وكيف يستعدون لإقتبال المعمودية ثم عمدتهم " الأولاد بالمناسبة كانوا وثنيون ، اندهش الأسقف واستأذن والديه وتبناه ، (وفيما بعد صار اثناسيوس شماسا بطريركية الإسكندرية ومناضلا من اجل الأرثوذكسية 000)
عن نشرة – أبناء التجلي – رام الله عدد 61     (4)

القديس يوحنا الدمشقي
اسمه قبل نسكه منصور على اسم جده ، تبعا للتقليد القديم في إعطاء الحفيد الأكبر اسم الجد واسم أبية ( سرجون ) أو ( سرجيوس ) فهو منصور بن سرحون بن منصور ، وليس يوحنا  بن منصور  كما في الترجمة 0 وقد عرف بعد ترهبه بيوحنا ، وبعد أن طوب قديسا بالقديس يوحنا ،  وينسب  بعض المؤرخين تسميته قبل نسكه بيوحنا منصور 0 وقد نسب إلى دمشق لأنه ولد فيها ، وذلك في حدود سنة 676 م ولقب بمجرى الذهب لبلاغة لسانه وقوة عارضته ، وهو اسم أطلق على نهر بردى  لأنه  يروي غوطة دمشق ويحولها  إلى واحة  0
أما نسبه فيمكن إرجاعه إلى جده منصور بن سرجون وكان موظفا كبيرا في المالية
  البيزنطية في دمشق وعندما فتحها خالد بن الوليد سنة 635م 0 فاستبقاه العرب  في
إدارتهم لأنه سهل لهم تسليم المدينة 0 أما والده سرجون أو (سرجيوس ) فقد اعتمده معاوية في إدارة شؤون الخلافة ، وكذلك يزيد وعبد الملك 0 وبقيت الأسرة ذات حظوة  في عهد صاحب الترجمة ، فخدم الإدارة الأموية في أواخر خلافة عبد الملك حتى أواخر عهد يزيد الثاني ( 720-724) عندما تحول إلى الرهبنة 0 أما اصل الأسرة فيرده البعض إلى الروم ، ويربطه البعض الأخر  بالعرب ، والغالب انه من عرق سرياني ، والسريان آنذاك أهل العلم وأصحاب الإدارة 0
معلم يوحنا الدمشقي
اسم معلمه قزما ، وهو راهب إيطالي أسره المسلمون في جماعة من الرجال ، في غزوة شنوها على شطوط إيطاليا ، وساقوهم إلى دمشق ، فاكتشفه والد يوحنا بين الأسرى وعرف فضله 0 وكان يبحث عن معلم ضليع ليعلم ابنه يوحنا منصور ، فالتمس من الخليفة ولعله عبد الملك (685-705)  ، أن يهبه إياه ففعل ، فاتخذه سرجون معلما لابنه الحقيقي وابنه بالتبني قزما 0-                                -5-

مصير المعلم والوالد
بلغ يوحنا منصور من المكانة العلمية ما أهله لأن يحل محل والده بعد وفاته ، وذلك في أواخر عهد عبد الملك بن مروان (705م ) ولقد استمر في وظيفته الإدارية الكبيرة حتى أواخر خلافة يزيد الثاني (720-724) ، أما معلمه الراهب قزما فقد اعتزل التعليم ، ولجأ إلى دير القديس سابا ، حيث قضى باقي حياته 0
يوحنا ولاون الثالث (717-741)
سنة 726م اصدر ملك القسطنطينية لاون الثالث أمرا يحظر فيه تكريم الأيقونات وأمر بنزعها وإزالة التماثيل المرفوعة للمسيح والعذراء ، وكان يوحنا الدمشقي اشد المناضلين ضد لاون الثالث 0
يوحنا وأمير دمشق
كان يوحنا يتمتع في دمشق بمكانة رفيعة وعيش  رغيد ، فما كان منه إلى أن ترك دمشق وتنسك في دير القديس سابا ، ويرجع بعض المؤرخين ذلك إلى أحد السببين
التاليين أو لهما معا :
1- إن عبد الملك بن مروان كان قد شرع في أواخر عهده (700) بنقل الدواوين إلى اللغة العربية 0
2- في بعض الأخبار أن الخليفة عرض عليه اعتناق الإسلام ، ويزيد اشتهر بتضييقه على النصارى في موضوع تكريم الأيقونات ، وربما خيره بين النصرانية والوظيفة
يوحنا في خدمة الكنيسة
سنة 726م سام البطريرك يوحنا الرابع يوحنا الدمشقي كاهنا لخدمة كنيسة القدس ، ولكن
-6-
الدمشقي لم يلبث أن عاد إلى دير القديس سابا ، لينقطع إلى التأليف وكتابة الردود ووضع الأناشيد الكنسية لكنة لم ينقطع عن مدينة القدس  في مناسبات كثيرة ليلقي بها الخطب والمواعظ 0
وفاة القديس يوحنا ومنجزاته
يغلب الظن بأن وفاة هذا القديس العظيم كانت في الرابع من كانون الأول  سنة 750 م وكانت ولادته سنة 676 وعليه كانت وفاته عن أربعة وسبعون عاما 0
دفن يوحنا الدمشقي في دير القديس سابا وفي سنة 787 طوبه المجمع المسكوني قديسا فصار قبره مزارا ، إلا أن جثمانه نقل إلى القسطنطينية في غضون القران الثالث عشر 0
ترك لنا يوحنا الدمشقي مؤلفات عديدة جليلة القدر إضافة إلى أن بعض أناشيد الكنيسة منسوبة إليه ، وله في بعضها الأخر مشارك هو رفيقه قزما ، ولكن الشك لا يرتقى إلى مؤلفاته وأبحاثه اللاهوتية العميقة وقد كتب في أصول الفلسفة مثل ( التعريفات الفلسفية ) وهي القسم الأول من كتاب ( ينبوع المعرفة ) ومنها بيان (الهرطقات )
وهي القسم الثاني من كتابه المذكور وكذلك كتابة ( الأمانة الأرثوذكسية ) إضافة إلى العديد من الكتب ولكن فضله الأكبر كان في وضع كتابا جامعا بسط فيه العقيدة الأرثوذكسية ودحض الهرطقات المعاصرة وحارب بضراوة محاربي الأيقونات 0
– يوحنا الدمشقي أراءه اللاهوتية ووسائل علم الكلام 0 الدكتور – كمال اليازجي
بالحقيقة انه باطل كل ما في العالم0000 والعالم أيضا كالظل والمنام ،
وباطلا يضطرب كل ترابي
كما قال الكتاب00 فإذا ما نحن ربحنا العالم ،0نسكن حينئذ القبر ،00حيث الملوك والفقراء معا 00فلذلك أيها المسيح 00نيح عبدك المنتقل 0بما أنك محب للبشر00 للقديس – يوحنا الدمشقي
-7 -
إنارات  في حياة العذراء
? اسمها مريم ، وفي تلك الأيام كان الاسم شائعا بين اليهود ، وهو يعني باللغة الآرامية المتداولة آنذاك ( أميرة ) أو ( سيدة ) 0
? كانت تسكن مدينة الناصرة (لوقا 1 :26 )
? كانت مخطوبة إلى يوسف ( متى 1 : 18 ، 2 :5 ، النجار ( مر 6 : 23 ،متى 13 : 55 ) ، من سلالة داود ( متى 1 : 16 ، 18 )
? كانت عذراء  ( متى 1 :18 ، 20 ،21 ، لوقا 1 :26 ،34 ، يوحنا 1 : 13 )
? تراءى لها ملاك الرب ( لو1 :26 ) وسلّم عليها (لو 1:28 ) وبشرها بأنها اختيرت لتكون أماّ للمسيح ( لو 1 :31) وعندما تساءلت كيف يكون هذا أجابها أن لاشي غير ممكن لدى الله والعلامة إليصابات ، نسيبتها العاقر ، ستلد في شيخوختها (لو 1 : 36 ) ، اضطربت مريم لدى سماعها كلام الملاك لكنها قبلت مشيئة الله ، أطاعت بإتّضاع " ها أنا أمة للرب فليكن لي بحسب قولك " ( لوقا 1 : 38 ) وحبلت من الروح القدس (1 :18- 21)0
? قامت مريم بعد ذلك بزيارة إليصابات (لو 1 :36 ) التي باركتها واغتبطت لمجيئها فيما ارتكض الجنين ، ابتهاجا ، في بطنها ( لو 1 :40 – 45 ) 0
? مكثت عند إليصابات فترة ثلاثة أشهر ( لو 1: 56) عادت بعدما إلى بيتها 0
عندما علم يوسف بحالها اضطرب وقرّر أن يتركها (متى  1 : 19 ) ، ثم عدل عن فكرته وأبقاها معه أوضح له ملاك الرب ، في حلم ، حقيقة الأمر ( متى : 20 )0
? قصدت بيت لحم مع يوسف للاكتتاب ( لو 2 : 2-4 ) ، وهناك كانت ولادة يسوع ( متى (2 :1 ،5، 6،8) بعيدا عن العالم ، وهناك كانت ولادة يسوع ( متى
-8-
2 :1 ،5،6،8) بعيدا عن العالم ، في مذود ( لو 2 :7 ) أيام حكم هيرودس الملك ( متى (2 :1) ، وقد زارها الرعاة الذين نقل إليهم ملاك الرب البشارة ( لوقا 2 : 16 ) والمجوس حاملو الذهب واللبان والمر ( متى 2 : 11 ) 0
? كان سكناها مع طفلها في مغارة أولا (لو 2 :7 ) ثم في بيت ( متى 2 : 11) 0
? في اليوم الثامن  لولادتها ختن الصبي ( لو 2 : 21 ) 0
? عندما تمت أيام تطهيرها ، حسب الناموس ، أدخلت  يسوع إلى الهيكل ( لو 2 : 22)  فباركها سمعان (لو 2 :34 ) وكانت له نبوءة بشأنها (لو 2 : 35 ) وفي الهيكل التقت حنة أيضا ( لوقا 2 : 36 ) 0
? هربت إلى مصر مع يوسف والطفل ( متى 2 : 14 ) بناء على نصح الملاك                                                                                                               
? رجعت إلى أرض إسرائيل بعد موت هيرودس ( متى 2 : 20-21) وأقامت في مدينة الناصرة ( لو 2 : 3 ) حيث نشأ الصبي وترعرع 0
? كانت تذهب كل سنة إلى أورشليم ، في عيد الفصح ، برفقة يوسف (لو 2 : 41
? عندما بلغ يسوع اثنتي عشرة سنة صعد مع والدته إلى أورشليم وفي طريق العودة أضاعته أمه (لو 2 : 44) وطلبته مدة ثلاثة أيام إلى أن وجدته في الهيكل (لو 2 :47) ودهشت ، مع جميع الذين كانوا يسمعونه ، لحكمته ( لو 2 : 47 )  لكنها أنبته (لو 2 : 48 ) ثم استغربت جوابه  "ألم تعلما انه ينبغي لي أن أكون في ما هو لأبي " ولم تع معناه ( لو 2 : 49-50 ) 0
? كانت مع المسيح في عرس قانا الجليل (يو 2 :1 ) لاحظت نضوب الخمر فأعلمت يسوع بالأمر وطلبت منه التدخل ، وكانت أولى عجائب السيد ( يو 2 : 3- 9 ) 0
? أمضت مع يسوع وتلاميذه أياما غير كثيرة في كفرناحوم ( يوحنا 2 : 12 ) 0
? بعد ذلك التقت يسوع مرة وكان بين تلاميذه ( مرقس 3 : 31- 33) ( متى 12
-9-
: 46 – 49 ، لو 8 : 19 – 21 ) 0
? ثم نجدها عند صلب يسوع ( يو 19 : 25 ) مع يوحنا الإنجيلي ، التلميذ الذي كان المسيح يحبه ، وهناك قال لها السيد " يا امرأة هو ذا ابنك " ، وقال                                                                                               للتلميذ "هذه أمك " 0 (يو 19 : 26- 27 ) 0
? منذ ذلك الحين عاشت في كنف يوحنا ( يو 19 : 27 ) 0
? بعد صعود يسوع المسيح إلى السماء كانت مع الرسل " تواظب على الصلاة
بنفس واحدة " ( أع 1 :14 )
عن كتاب الرؤية الأرثوذكسية لوالدة الإله                                  
ألقاب العذراء في العهد الجديد
+" ممتلئة نعمة " ( لوقا 1 : 28 ، 42 )0
+"مباركة بين النساء " ( لوقا 1 : 28 ، 42) 0
+"امرأة " ( يوحنا 2 : 4 ، غلا 4 :4 )0
+"أم ربي " (لوقا 1 : 43) 0
+"التي آمنت " ( لو 1 : 45 ) 0
+ " أم يسوع " (مر 3 : 31 ) 0
+"أم المسيح " (متى 1 : 21 ) 0
+"امرأة متسربلة بالشمس والقمر وتحت رجليها وعلى رأسها إكليل من أثنى عشر كوكبا " ( رؤ 12 :1 ) 0

-10-
من حضارتنا :
كنيسة القيامة
? سنة 335م قامت القديسة هيلانه والدة الملك قسطنطين بإنشائها موقع اكتشاف الصليب
? أحرقت زمن الفرس سنة 614م وقد تحمس الراهب مودسثسوس وكان رئيس الأديرة فأعاد بناءها0
? سنة 817 م قام بترميم الكنيسة البطريرك الاورشليمي توما الأول زمن الخليفة العباسي المأمون 0
? في عهد الإخشيديين سقطت قبتها وكان ذلك سنة 965م  ، ولم تعّمر الا زمن البطريرك يوسف الثاني سنة 980م 0
? زمن الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله تم هدمها ثم سمح ببنائها من جديد حيث كنيسة القبر المقدس فقط 0
? سنة 1035م سمح ببناء الكنيسة من جديد زمن الفاطميين 0
? سنة 1808م حدث حريق في كنيسة الأرمن بداخل كنيسة القيامة وامتد اللهب إلى جميع الأنحاء حتى أدى ذلك إلى سقوط القبة 0          
?  في عهد السلطان العثماني محمود الثاني سمح للروم بترميم الكنيسة سنة 1810م ويظهر فوق القبر المقدس البناء الذي نراه اليوم 0
? سنة 1834م حدث زلزال مما احدث تصدعا في جوانبها وكان ذلك في عهد ابن محمد على باشا والي مصر 0
? وفي أواخر القرن التاسع عشر أبان العهد العثماني قامت دولتا فرنسا وروسيا
-11-

بترميمها وتم ذلك سنة 1869م 0
? سنة 1927م حدثت هزة أرضية كان من نتيجتها بعض التصدع لجدرانها فقامت حكومة الانتداب بوضع الدعامات الخشبية والحديدية والإسمنت المسلح وكان ذلك في الثلاثينات 0
وأما شكلها الحالي فهو بعد التعمير الأخير حيث أزيلت الدعامات الخشبية والحديدية وأجريت الصيانة الفنية اللازمة لها 0
ومما هو جدير بالذكر بان هناك سبعة قبور عدا قبر السيد المسيح ، اثنان على يمين المغسل عند المدخل واثنان غربي القبر المقدس في إحدى الحجر وواحد في غرفة حبس المسيح وآخر خارج الكنيسة والسابع قبر الأربعين شهيد بكنيسة مار يعقوب الأرثوذكسية الملاصقة لكنيسة القيامة 0
ومما لا يعرفه العض أن الزوار كانوا يخلعون نعالهم لدى دخولهم كنيسة القيامة واستمرت هذه العادة حتى انتهت في أوائل القرن التاسع عشر 0
المربي – اسطفان زخريا – عن نشرة النعمة
              
               الكأس المقدسة وملعقة المناولة
الكأس :تمثل الكأس التي قدس  فيها السيد المسيح الخمر في العشاء السري وشرب منها وأعطى تلاميذه ، ويوضع فيها الخمر والماء المقدمان للذبيحة الإلهية 0
ملعقة المناولة : يناول بها الكاهن المؤمنين وتشير إلى الملقط الذي أخذه واحد من السيرافيم  والتقط به الجمر من على المذبح ومس بها  فم النبي أشعياء  فانتزع إثمه وكفر عن خطيئته 0( أشعياء 6: 6-7) 0                           

-12-
      ا  لزاوية القانونية 000000 إعداد المحامي – أسامه المشني
الزواج وشروط انعقاده
الزواج عقد وسر معا فهو مقدس بطبيعته في المسيحية ولذلك تتوفر فيه شروط العقد وعناصره الرئيسية وهي :
ا- المتعاقدان : وهما الرجل والمرأة 0
ب- موضوع العقد : وهو حق كل من طرفي العقد على جسد الآخر 0
ج- الرضى : وهو ركن أساسي من أركان أي عقد فمن باب أولى أن يكون ركنا في عقد الزواج 0
د- السبب في إبرام العقد : التناسل وإخماد الشهوة والتعاون في سبيل خير الأسرة وتربية البنين 0
ه-الالتزام : وهو التزام كل من الزوجين بالأمانة الزوجية تجاه الآخر 0
وقد عرفت المادة 29 من القانون البيزنطي الزواج بأنه ( اتحاد الرجل والمرأة ومشاطرتها العيش في السراء والضراء ومشاركتها في جميع  الحقوق الإلهية والبشرية ) فالزواج اتحاد الرجل بالمرأة اتحادا تاما ليصبحا جسدا واحدا وهذا اتحاد مقدس لأنه رمز لاتحاد المسيح بالكنيسة ، ومن شروط هذه القدسية التي أضفتها المسيحية  على الزواج أنه لا يبقى كباقي العقود رهنا بإرادة المتعاقدين  ورضاهما بل يفترض الرضى لانعقاد الزواج فإذا تم                                                                                                                                                                                انعقاده اصبح الزوجان المتعاقدين خاضعين لأحكام نظام قانوني خاص ليس لإرادتهما                                                                                             
أي دور في الخروج منه بل يبقى كل منهما ملتزما بأحكام هذا النظام القانوني 0
ومن مميزات الزواج لدى طائفة الروم الأرثوذكس كغيرها من الطوائف المسيحية ما يلي :
1- وحدة الزواج :أي لا يجوز أن يكون له في آن واحد إلا زوجة واحدة وكذلك للزوجة زوج واحد فقط 0             -13-
2- الديمومة  وعدم الانحلال :إن قابلية الزواج للانحلال تعني القضاء على الأسرة أي الخلية الأولى من خلايا المجتمع وما يترتب على ذلك من إهدار لحقوق الأولاد وعليه فان الزواج المسيحي غير قابل للانحلال وهذا ما تأخذ به طائفة الروم الأرثوذكس ولا يستثنى من هذه القاعدة إلا حالات محدودة وردت في القانون البيزنطي على سبيل الحصر 0
هل يوجد عدة في المسيحية وما مدتها ؟
العدة هي المدة المحددة شرعا لانقضاء ما بقي من أثار الزواج السابق ، وذلك حفاظا للأنساب من الاختلاط  وهي تجب على المرأة سواء من وفاة أو فسخ زواج0
إن القانون البيزنطي يمنع المرأة أن تعقد زواجا جديدا إلا بعد انقضاء مدة العدة وهذه المدة كما حددنها المادة 99 من القانون سنة واحدة من تاريخ انحلال الزواج سواء بالوفاة آو الإلغاء أو الفسخ 0  فيمنع على المرأة المعتدة عقد زواج أخر قبل مرور عاما كاملا على وفاة زوجها أو إلغاء زواجها السابق 0
نفقة الزوجة
الرجل هو رأس الأسرة وبالتالي هو المعيل لزوجته ولأسرته حسب طاقته المالية ومكانه في الهيئة الاجتماعية وذلك ما دام الزواج مستمرا ، ونفقة الزوجة من زوجها حتى لو كان لها مال تنفق منه ، فالزوج هو الذي يقوم بواجب الإعالة ومفهوم الإعالة تأمين المسكن والملبس والمأكل وجميع متطلبات الحياة الضرورية  ، كما أن الزوج مجبر بحكم القانون على تسديد ديون زوجته والقيام بمصاريف الدفن ، وقد اعتبر القانون أن مصاريف تمريض الزوجة مندمجة بمصروفات الإعالة ، إلا أن الزوجة تفقد حقها في الإعالة والنفقة في حالة نشوزها أي إذا تركت بيت الزوجية دون سبب قانوني ، وهناك حالة واحدة نصت عليها المادة (129) من القانون البيزنطي تجبر فيها الزوجة الغنية على الإنفاق على زوجها إذا كان فقيرا 0
-14-


تأمل في شخصية والدة الإله
تكريم والدة الإله
إذا نظرنا إلى الإنجيل وجدنا أنه يعطي مريم العذراء مكانا مرموقا بين الخلائق إذ بادرها الملاك جبرائيل :( السلام لك أيتها المنعم عليها ، الرب معك ) ( لوقا 1 : 28 ) 0 وكذلك لها مكان فريد في تصميم الخلاص الذي وضعه الخالق ، قالت أليصابات للعذراء : ( مباركة أنت في النساء ومبارك هو ثمر بطنك ) ( لو 1 : 42) ، وعندما قالت هذا امتلأت من الروح القدس 0
أن كل مسيحي إنجيلي يقر ويعترف أن هذه الكلمات ، كلمات الملاك جبرائيل وأليصابات ، هي حقيقة ملهم بها من الله ، غير أن هذه الكلمات نفسها تكوّن القسم الأعظم من مديح العذراء في كنيسة المسيح الأرثوذكسية 0
فكيف يقدر إذا ( الإنجيليون ) بالمعنى المحدود للكلمة أي بعض الفئات البروتستنتية أن يعترضوا على مخاطبتنا العذراء مريم بالكلمات نفسها التي سمعتها وهي لم تزل على الأرض من فم ملاك وامرأة ممتلئة بالروح القدس ؟ هل يعترضون على ترديدنا كلمات مثل هذه كما وردت في الإنجيل ؟ وان كانوا يفعلون أفلا يزالون إنجيليين ؟                         
وهكذا فان العذراء مريم تتمتع في الكتاب المقدس ببركة لا تعادلها بركة ، أما الفهم الصحيح لأسباب هذا الامتياز السماوي الفريد وجوهره فلا يكون إلا إذا أمعنا
النظر في علاقة العذراء بالله وعلاقتها بالإنسان وبالكنيسة 0
علاقة العذراء بالله
لقد أوضح يسوع مقر بركة الله في العذراء ، فعندما رفعت امرأة من الجمع صوتها وقالت
-15-
: " طوبى للبطن الذي حملك والثديين اللذين رضعتهما " أجاب يسوع " بل طوبى للذين يسمعون كلمة الله ويحفظونها " ( لوقا 11 : 27و28 ) ، إن هذه الكلمات جزء من الأمثولة التي يعلمها الفصل الإنجيلي الذي تقراه الكنيسة الأرثوذكسية في الخدم الإلهية أيام أعياد السيدة ، وهذا يبرهن إن الكنيسة الأرثوذكسية تعتبر هذه الكلمات أكمل تعبير عن كيفية فهمها قداسة العذراء ، إنه لأمر مفروغ منه أن كلمات يسوع لا تعني منطلقا حطا بكرامة العذراء ولكنها تشدد على النقطة الحقيقية حيث يجثم فضلها ، لم ينكر  السيد أن هنالك بركة ونعمة في أمومة والدته ولكنه يعلن أن حالة البركة هي بالأحرى في شيء آخر للعذراء فيه قسط وفير 0
ذلك الشيء هو سماع كلمة الله وحفظها ، لا شك بأن العذراء مريم هي أم المسيح وأداة التجسد والرابط بين الله والجنس البشري ، ولا شك بأن كل هذه هبات تفوق الطبية ، غير أن العذراء لم تكتسبها ولم  يعمل في سبيل كلمة الله ، وهنا تجثم عظمة العذراء الحقيقية : هذا هو الأساس الإنجيلي لتكريم العذراء ، وحسنا تفعل الكيسة الأرثوذكسية عندما ترنم يوم عيد ميلاد العذراء : ( اسمعي يا بنت وانظري وأميلي أذنك ) = مزمور 45 : 10 = 0
        وما علينا ألان أن نورد من الإنجيل ما يوضح موقف العذراء وهي تصغي وتتمتم ، فها هي تجيب الملاك جبرائيل : " هاءانذا أمة للرب ، فليكن لي حسب قولك " (لوقا 1 : 38 ) ، وعندما لم تكن بعد قادرة على فهم كلمات يسوع كانت "تحفظ ذلك الكلام في قلبها " لوقا 2 : 51 ) ، وهكذا فعلت عندما أخبر راعاه بيت لحم بما أعلن الرب لهم ( لوقا 2 : 19 )0
علاقة العذراء بالإنسان
في عرس قانا الجليل عندما فرغت الخمر قالت الأم ليسوعها : " ليس عندهم خمر " ، وكان جوابه : أن ساعته لم تأت بعد 0غير أن أمه قالت للخدام : " مهما قال لكم
-16-

فافعلوه " 0وكانت بعدئذ العجيبة المعروفة 0
? إن هذا المقطع من الإنجيل  له أهمية كبرى من حيث الدور الذي قامت به مريم ، فمن ناحية تقف العذراء موقف الوسيط واليوم ، كما في قانا ، لا تزال تردد للسيد أن ليس عندنا خمر ، أي أننا في حالة احتياج روحي او مادي ، لا شك أن السيد يعرف ذلك وأن وساطة العذراء ليست في لفت
   ابنها إلى حدث فاته ولا في الدفاع عن البشر أو الحصول على موافقة كانت
في الأصل صعبة ، أن وساطة العذراء تكون في اتحاد نفسها برحمة المخلص وشفقته والتعبير الإنساني عن محبته وحنانه غير المحدودين 0
? ومن ناحية ثانية نلاحظ أن العذراء تقول " مهما قال لكم فافعلوه " ، وهذا التوجيه الوحيد الذي وجهته إلى البشر وسجله الكتاب المقدس ، فرسالة العذراء مريم اليوم إذا هي أن تنمي قلوبنا لنتقبل كلمة الابن ، وهكذا فإننا نقدر أن نطبق عليها ( بقدر ما يمكن أن ينطبق الكلام عن أقنوم الهي على البشر ) ما قاله الرب عن الروح القدس : " إنه يعلّمكم بكل شيء ويذكركم بكل مل قلته لكم 000لأنه لا يتكلم من نفسه بل كل ما يسمع يتكلم به " ( يوحنا 14 : 26 و 16 : 13 )0
? ولننتقل الآن بالذاكرة من قانا الجليل إلى الجلجلة حيث صليب يسوع أمه والتلميذ الذي كان يحبه ، فعندما رآهما يسوع قال لأمه : " يا امرأة هو ذا ابنك ، والتفت إلى التلميذ وقال هوذا أمك ، ومن تلك الساعة أخذها التلميذ إلى خاصته " ( يوحنا 19 : 26 و 27 ) ، كثير من الآباء وسعوا  معنى هذه الكلمات ، بالهام الروح القدس ، فرأوا في التلميذ هذا ممثلا للإنسانية المخلصة ، و{اوا فينا أولئك الذين قدّمهم المسيح لأمه ، فلو حصرنا تفكيرنا في حرفية الإنجيل للاحظنا ثلاثة
-17-
أشياء ، أن ذلك الذي وكّل السيد أمر أمه إليه محبوب منه ، فقد كان دون سائر التلاميذ واقفا مع مريم بالقرب من صليب يسوع ، نعم  لقد وكّل الرب وصيا لأمه ذلك الذي لم يفارقه في   الساعات المظلمة ، ساعات آلامه 0 وألان تدخل أم يسوع هي ومن ثبت في  محبة حميمة لأنهما التقيا أمام صليب الرب يسوع ، وأخيرا بعد أن استتبت هذه المحبة الحميمة  أخذ التلميذ مريم إلى خاصته ، وذلك يعني أنها أصبحت في قلب كيان التلميذ وأنهما أصبحا يعيشان سوية بالفعل ويشاطران كل شي ولو أمعنا النظر في هذا الأمر لرأينا مدى التغييرات العميقة والحاجات الملحّة التي تنطوي عليها هذه العلاقة بين أم وابنها 0
علاقة العذراء بالكنيسة
في يوم العنصرة  العظيم اجتمع مائة وعشرون أخا وكان الرسل هناك في العلّية ، هؤلاء كلهم كانوا يواظبون بنفس واحدة على الصلاة والطلبة مع النساء ومريم أم يسوع 000" ( أعمال 1 : 14 ) ، وعندئذ حلّ الروح ، فالاخوة الذين كانوا في العلية أضحوا الكنيسة الناشئة ، ولا يمكن  لأحد أن يكون اليوم عضوا حقيقيا في الكنيسة إذا لم يشعر بأن له علاقة لم تنفصم وشركة روحية لم تنقطع مع كل الذين اجتمعوا معا في يوم العنصرة عند حلول الروح القدس 0
والكنيسة الحقيقية اليوم لا تزال كما كانت مجتمعة معا حول الرسل بطرس ويوحنا واندراوس والآخرين ، مع مريم أم يسوع ، وعندما يأتي الروح القدس ينصبّ على الجميع فلن توفر العذراء عندئذ ، وقد وصف الكتاب المقدس علاقة أعضاء  الكنيسة بمريم العذراء بقوله انهم كانوا : " بنفس واحدة بالصلاة والطلبة " ( أعمال 1 :14 ) ، فلا تخدعن أنفسنا بتوهمنا أنه يمكننا أن نكون مع مريم العذراء في الكنيسة إذا لم نشترك معها في الصلاة والطلبة بنفس واحدة ، لأن في الكنيسة إذا لم نشترك معها في الصلاة والطلبة بنفس واحدة ، لأن
-18-
هذا الاتفاق يعني انسجاما بين نية العذراء ونيتنا وقبولا لما تقبله هي ، ونحن نعلم أن ليس للعذراء نية سوى الخضوع لمشيئة الله ، فلا يجمعنا إذا بها إلا الاعتبارات المار ذكرها شدده بصورة خاصة على " عنصر الإرادة " في تكريمنا لمريم وأكدت ضرورة الطاعة منا تجاه السيد من التي أمة له  0 فيجب علينا إذا أن  نطرح جانبا صورة مشوه لتخيل عامي يعطي العذراء  دور ( مخبىء ) الخاطئ الذي يطلب حماية ألام من عدل ابنها الديان 0
إن العذراء المباركة هي أمنا الحنون لكم حنوها ليس هو إلا اشتراك في حنو الرب الذي هو ا‘عظم  لآن في المسيح فقط الحنو الكامل المطلق 0
وإننا نعتقد اعتقادا جازما بأننا نكون أمينين إلى الروح الإنجيلي والفهم الإنجيلي الصحيح خصوصا عندما نوجه تطويبنا نحو خادمة الرب المطيعة المتواضعة مرددين كلماتها " بان نظر إلى تواضع أمته " ( لوقا 1 :48 ) ، وبما أننا لا نرغب في سحب أصواتنا من جوقة الأجيال المسيحية فإننا سنواصل مع هذه الأجيال تكريم والدة الله فيتم بذلك ما سبق وأخبرت به في التعظيمات  " فها منذ ألان تطوبني جميع الأجيال " 0
الأب ليف جيلله = فرنسي من اصل كاثوليكي دخل الكنيسة الأرثوذكسية سنة1928 من ابرز مؤلفاته – صلاة يسوع –روحانية الكنيسة الشرقية – 0000اما هذا المقال فقد ألقاه الأب في مؤتمر عقد في إنجلترا سنة 1948  0
  تعرف إلى كنيستك   000اعداد نسرين عواد
القديس بولس الرسول
كان يدعى أولا شاول وهو يهودي نشأ في طر سوس وتتلمذ على يد غملائيل معلم الناموس الشهير في أورشليم ، وكان غيورا جدا على تقليد اليهود ، شديد الاضطهاد للمسيحيين ، ذهب إلي دمشق برسائل توصية من رئيس الكهنة ليأتي بمن يجده من المسيحيين إلى أورشليم وفي الطريق أبرق حوله بغتة نور من السماء فسقط على الأرض وسمع صوتا يقول له
-19-
" شاؤل شاؤل لماذا تضطهدني " فسأل قائلا " من أنت يا رب "؟ فسمع الصوت يقول " أنا يسوع الذي أنت تضطهده " ( أعمال 22 : 6-16 ) فهذا الصوت السماوي والنور البهي  أدهشاه وأعمياه فدخل إلى المدينة مقودا ، وبإعلان الهي اعتمد من حنانيا ففتحت عيناه الجسديتان وعيناه الروحيتان ، وبدأ يبشر ويكرز بالمسيح " أنه هو ابن الله ) ، وقاس كثيرا من أجل اسم المسيح الذي حمله أمام شعوب وبني إسرائيل ، جال أسيا وأوروبا يؤسس  الكنائس ويثبت عقائد الإيمان 0كتب أربعة عشرة  رسالة  وفق بها العهد القديم مع العهد الجيد وفسر أسرار ورموز العهدين  وبسط تعاليم الإنجيل في أقطار المسكونة ، توفي مستشهدا في روما على عهد نيرون الملك الذي أمر بقطع رأسه في نفس السنة إلى استشهد
فيها بطرس الرسول مصلوبا 0
تحتفل كنيستنا الأرثوذكسية بعيد القديسان الكبيران بطرس وبولس في التاسع والعشرين من شهر حزيران شرقي (12تموز غربي ) من كل عام 0                         
تجلي يسوع
مرت علينا قبل عدة أيام ذكرى تجلي يسوع والذي تحتفل به كنيستنا الأرثوذكسية في 19 أب من كل عام وتعود هذه الذكرى عندما اخذ يسوع تلاميذه بطرس ويعقوب ويوحنا  وصعد بهم إلى جبل " ثابور " بالقرب من مدينة الناصرة منفردين ليصلي 0 وفيما هو يصلي تغيرت هيئته قدامهم وأضاء وجهه كالشمس وصارت ثيابه بيضاء كالنور   وإذا موسى وإيليا قد ظهرا لهم يتكلمان معه فجعل بطرس يقول ليسوع " يا رب جيد ان نكون هاهنا فان شئت نصنع هنا ثلاث مظال لك واحدة ولموسى واحدة ولايليا واحدة  "  وفيما هو يتكلم إذا سحابة  نيرة ظللتهم وصوت من السحابة قائلا " هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت 0 له اسمعوا " فسقط التلاميذ على وجوههم وخافوا جدا من مجد الرب الذي ظهر بغتة أمامهم 0 فجاء يسوع ولمسهم وقال  " قوموا ولا تخافوا " فرفعوا أعينهم ولم يروا أحدا إلا يسوع وحده 0 وفيما هم نازلون أوصاهم أن لا يقولوا شيئا لأحد حتى يقوم من الأموات 0
-20-