"النهار"

الاحد 2 آذار 2003

البطريرك اغناطيوس الرابع:

واجبنا الدفاع عن السلام

 

في حديث لوسائل الاعلام الروسية عبّر بطريرك انطاكيا وسائر المشرق للروم الارثوذكس إغناطيوس الرابع عن موقف كنيسته من احتمالات الحرب على العراق. ومما جاء في حديثه:

ترتدي الاحداث التي تدور حول العراق طابعاً شديد الخطورة للبشرية بأجمعها. وإننا نعلن عن استغرابنا لموقف هذه الدولة او تلك التي لا تجيز لنفسها التدخل في الشؤون الداخلية لدولة اخرى ذات سيادة فقط بل إنها تقوم بالاستعداد للتدخل العسكري على أرض بلد عضو في  الأمم المتحدة.

لا يمكننا الاقتناع بأن كل شرور العالم قائمة في بلد ما او في شخص واحد.

وإننا اذ نعلن عن مؤاساتنا لعائلات ضحايا 11 ايلول عام 2001 التي جرت في نيويورك، فإنه لم يتوافر حتى الآن اي دليل يبيّن صلة العراق بذاك العمل الشرير.

إن تاريخ الانسانية يعلمنا بأن الحرب لا تساعد على حل التناقضات بين الدول. لا بل على العكس من ذلك، فإن العنف والحرب سيولدان حتماً مشاكل جديدة.

وفي هذا السياق نعلن عن رفضنا للمقولة التي تربط الارهاب بالاسلام. فالارهاب يمارسه أتباع اديان اخرى. وعلى المؤمنين المسـيحيين والمسـلمـين واليـهود تعلم العيش معاً على ارض واحدة.

في ساعة الدينونة يسألنا الله كيف كنا نتعامل مع جيراننا بصرف النظر عن الأمة التي ينتمون لها او الدين الذي يؤمنون به.

لذا من واجبنا الديني والانساني الدفاع القوي عن السلام والوقوف ضد كل انواع الحروب.

البـطـريـركـيـات الارثـوذكـسـيـة صـوت واحـد ضـد الـحـرب

امام احتمالات الحرب المتوقعة على العراق اتخذت الكنائس الارثوذكسية في العالم، شأنها شأن الكنيسة الكاثوليكية والكنائس الانجيلية موقفا موحدا يدين الحرب ويذكّر بويلاتها ويدعو القوى الدولية وفي مقدمها الولايات المتحدة الى الامتناع عن اشعالها. وهنا تعريب لمواقف بطريركيات انطاكيا والروسيا وصربيا وجورجيا والكنيسة الارثوذكسية في اليونان، نقلا عن صفحة "الانترنت" التابعة للمركز الاعلامي لقسم العلاقات الخارجية في الكنيسة الروسية.

بـطـريـرك جـورجـيــا:

الصبر والحكمة لمنع الحرب

 

اصدر كاثوليكوس عموم الجيورجيا البطريرك إيليا الثاني التصريح الآتي حول الحرب المحتملة على العراق: يُشحن كوكبنا بأجواء جديدة لحرب باردة، يمكن ان تسبّب في المستقبل القريب أفدح المخاطر والخسائر  للملايين من الناس الابرياء. إن مجريات الامور تفرض علينا تحمّل أعلى المسؤوليات حيال الوضع القائم. من هنا فإن الكنيسة الارثوذكسية الجيورجية اذ تدعو كل من يتوافر لديه امكان التأثير على مجريات الاحداث في العراق، للتسلح بالمزيد من الصبر والحكمة من أجل درء مخاطر الحرب. يمكن أن يسبّب النزاع المسلح ردود فعل وخيمة ومخاطر كبرى للعالم. وتدعو الكنيسة الجيورجية كل الارثوذكس للصلاة من أجل إبعاد شبح الحرب، ومن أجل استتباب السلام في منطقة الشرق الاوسط وعلى المستوى العالمي بأسره.

بـطـريـركـيـة صربـيــا:

لا تشـعـلـوا الحـرب فـي العـراق

 

اثناء زيارة المتروبوليت امفيلوخيا لروما عبّر عن موقف الكنيسة الارثوذكسية الصربية الرافض للخطط العسكرية الموجّهة ضد العراق. ومما جاء في التصريح: عرفت كنيستنا وشعوبنا سبعة حروب في القرن العشرين لوحده. وما زلنا حتى الآن نعاني من الجروح العميقة التي سبّبتها الاعمال العسكرية، وبالذات تلك التبعات الثقيلة التي تركتها الاحداث المأسوية في كوسوفو. لذا تدعو الكنيسة الارثوذكسية الصربية كل القوى الكبرى، وبشكل خاص الولايات المتحدة وحلفاءها من اجل عدم اشعال الحرب في العراق، هذه الحرب التي تأتي بالمشاكل وقتل الناس المسالمين لهذا الشعب. بل انها تسبب انتكاسات جديدة لنا جميعا وتأتي بعار جديد للعالم بأسره.


 

البطريرك اغناطيوس الرابع:

واجبنا الدفاع عن السلام

بطـريـركــيــة الــروســـيــا:

نتــائج سـلبية على العــالم


الكـنـيـســة الـيـونـانـيـــة: نـنــاهــض الــحــــرب

 

صدر عن مجمع الكنيسة الارثوذكسية اليونانية بتاريخ 4 شباط البيان الآتي حول الوضع في العراق: يشعر المجمع المقدس للكنيسة اليونانية بمسؤولية رعوية، ويقرّ بواجبه امام الرب وامام الرعايا المسيحيين، ويقلق معلنا عن حزنه لما يجري من احداث مرتبطة بمخاطر الحرب الداهمة على صدر البشرية. فالتوجس هذا يهيئ الظروف لمزيد من انتشار النزاعات في الشرق الاوسط، الامر الذي تنتج عنه نتائج سلبية بما في ذلك بالنسبة لبلدنا. ان الكنيسة اليونانية اذ تعبّر عن مواقفها المتضامنة مع كل من يعاني من هذه الحرب بصرف النظر عن قوميته او جنسه او دينه، تحيي، في الوقت نفسه كل طرف من اية جهة اتى، يعمل من اجل السلام، ويكافح ضد الحرب. الرب يبارك هذه الجهود، حتى ولو لم تجد صدى لها في قلوب الكثيرين. وفي هذا السياق نعلن عن مواقفنا الواحدة التي عبّر عنها كل من بطريرك موسكو وسائر الروسيا الكسي الثاني وبطريرك انطاكيا وسائر المشرق اغناطيوس الرابع اثناء زيارته الاخيرة الى موسكو، والمواقف الحازمة التي اتخذتها الكنائس الشقيقة في صربيا وجورجيا التي اعلنت عن موقفها المناهض للحرب في العراق ودعت الى حل سلمي للمشكلة.


 

بطـريـركــيــة الــروســـيــا:

نتــائج سـلبية على العــالم

 

التصريح الأول لرئيس قسم العلاقات الخارجية في الكنيسة الارثوذكسية الروسية الميتروبوليت كيريل:

نحن نشاطر قلق العالم بشأن مخاطر انتشار اسلحة الدمار الشامل. علماً بان المخاطر التي شهدتها السنوات الاخيرة لم تشعلها هذه الاسلحة. فالجميع يعلم بان الاسلحة التي استعملت من اجل تدمير مبنى التجارة العالمي في نيويورك لم تكن نووية او كيميائية او جرثومية، بل كانت بواسطة طائرات سفر مدنية. نحن على اقتناع تام بان أنجع الوسائل لدى مخاطر انتشار اسلحة الدمار الشامل يمكن ان يتم عبر الطرق السلمية - الديبلوماسية طبقاً للقانون الدولي ولقرارات مجلس الامن. وهنا نطرح التساؤل الآتي الذي يشاطرنا فيه الكثيرون: لماذا تحصل بعض الدول على دعم الولايات المتحدة الاميركية، وهي التي تعلن علناً، أو بشكل شبه علني، عن امتلاكها أسلحة الدمار الشامل، مع العلم انها لا تدخل في قائمة "الدول الخمس النووية الكبرى" في حين نرى العراق الذي يُشتبه فقط بامتلاكه تلك الاسلحة، يعيش منذ سنوات عدة تحت وطأة العقوبات والحصار الاقتصادي، هذه العقوبات التي هدّدت وتهدد حياة الكثيرين من الراشدين والاطفال الابرياء؟

ان تجارب التاريخ تفيد بانه من السهولة اشعال الحرب، الا انه من الصعوبة الكبرى انهائها. ما من احد تتوافر لديه الطاقة ولا الرؤية للتنبؤ بنتائج هذه الحرب المحتملة. وبالذات في منطقة شديدة التعقيد كما هي عليه منطقة الشرق الاوسط. ان الصراع العسكري يجلب معه الخسائر التي لا تحصى للناس الابرياء، حتى في حال ادعاء ما يسميه البعض تصويب الضربات الشديدة الدقة. فالضربات التي وجهها حلف شمال الاطلسي منذ مدة ليست بعيدة ليوغوسلافيا تؤكد جدية هذه المخاطر. فالاسلحة المصنّعة حديثاً والتي لا تصنّف شكلياً ضمن اسلحة الدمار الشامل لا تقل خطورة عن مثيلتها في القدرة التدميرية.

ان العمليات العسكرية تزيد الوضع الاقتصادي تعقيداً للشعب العراقي، وتطيل من حال البؤس الذي يعيش فيه، ويمعن في ازدراء كرامته الوطنية، الامر الذي يؤدي الى تأجيج الصراعات والعداءات ويبعد رحابة التسامح عن التواصل بين الناس. ويبدو في الوقت نفسه ان الحل العادل واقامة السلام الشامل في منطقة الشرق الاوسط امر يبدو في هذه الحال بعيد المنال.

ستكون للحرب نتائج سلبية على الوضع العالمي بأسره. فقد تسبّب بانهيار اقتصاد العديد من البلدان. ويترك الوضع بصماته السلبية على الاسواق الحساسة للنفط وعلى اسعاره.

ان اشعال حرب كهذه قد يسبب انعكاسات متنوعة علي العالم العربي، ويخلق عداوات كثيرة. الامر الذي لا ينحصر خطرها على هذه المنطقة، بل يتعدى ذلك ليشمل مناطق عدة في العالم. لم تعد "الحدود الواهية" للدول تشكل سدا منيعا للاعتداءات، حتى لتلك الدول العاتية بقوتها الاقتصادية والعسكرية.

من هنا فان الكنيسة الارثوذكسية الروسية تدعو الى حل اي نزاع عن طريق التفاهم المتبادل. وتذكر ايضا بأن الحرب التي قد تأتي بالانتصارات الساحقة للحكومات، تشكل الهزيمة الحتمية لعائلة كل جندي يقتل على ارض المعركة.

ان البطريرك المسكوني في القسطنطينية بارثوليو الاول شاطر موقف المناهضين للحرب في كل من الولايات المتحدة وبريطانيا. وصرح بأن هذه الحرب في حال اشعالها لا تحدث الكوارث فقط لمنطقة الخليج العربي، بل تسبب المخاطر على استقرار العالم بأسره وأمنه كما ان بطريركية موسكو وسائر الروسيا تعلن عن تضافرها مع كل القوى الداخلية للحل السلمي للازمة العراقية. واحد من مواقفها تلك تمثيل اسقف زاريسكي ميركوري للكنيسة، وتوقيعه مع سائر الاساقفة والعلمانيين الارثوذكس في العالم، على وثيقة تدعو للعمل على عدم اشعال الحرب في العراق.

نضم صوتنا الى اصوات الكاثوليك والبروتستانت في الولايات المتحدة الداعية الى انهاء كل انواع السيناريوهات التي تحضر للحرب. كما نحيي المواقف الصلبة التي عبر عنها الفاتيكان ومجلس الكنائس العالمي والعديد من الكنائس البروتستانتية وسائر الطوائف في العالم، بما فيها الاصوات الداعية الى حل سلمي للازمة العراقية التي صدرت عن اسقفية كاتنبري.

ان وحدة الموقف التي عبرت عنها هذه الاديان والمذاهب المتنوعة ليس مستغربا، ذلك ان اصحاب الارادة الخيرة يتوجب ان يكون توقهم متوجها دائما نحو السلام والتضامن والتعاون.

آمل ان يكون لنداءات كل الفعاليات الدينية الداعية للسلام، آذان صاغية، وان يتم التخلي عن الخطوات المحضرة للحرب.