وفاة عمر بن الخطاب

  تعرض عمر بن الخطاب للطعن بخنجر من أبو لؤلؤة ، ويروي الدميري في حياة الحيوان ج1 ص346  عن عبد الله بن عبيد بن عمير أن عمر بن الخطاب لما طُعن قال له الناس : يا أمير المؤمنين لو شربت شربة فقال : اسقوني نبيذاً وكان من أحب الشراب إليه . فقال : فخرج النبيذ من جرحه مع صديد الدم فلم يتبين لهم ذلك أنه شرابه الذي شرب . فقالوا : لو شربت لبناً  فأوتي به فلما شرب اللبن خرج من جرحه فلما رأى بياضه بكى وأبكى من حوله من أصحابه فقال : لو أن لي ما طلعت عليه الشمس لافتديت به من هول المطلع  . قالوا وما أبكاك إلا هذا ؟ قال : ما أبكاني غيره . ( انظر كذلك البخاري ج2 ص201 ) . يبدو أن عمر أدرك الخوف لتجاوزاته في الدين وما سيلاقيه  بسبب ذلك ، لهذا قال : لو أن لي طلاع الأرض ذهباً لافتديت به من عذاب الله قبل أن أراه ( البخاري ج2 ص295 ). بل أن عمر كان يتمنى أن لم يكن بشراً بل كبشاً !! خوفاً من العذاب الذي سيلاقيه ( أنظر منهاج السنة لابن تيميه ج3 ص131 ). ولو كان عمر من المبشرين بالجنة كما يدعي البعض ، لما كان خائفا من الموت ويتمنى أن يكون كبشاً ليتفادى عذاب الله !

  أحس عمر بقرب أجله فبحث عمن يستخلف بعده ، ويذكر الطبري إنه لما طُعن عمر وفكر بأن يستخلف على المسلمين قال : لو أدركت خالد بن الوليد لاستخلفته ووليته الأمر . فبعد أن كان عمر يريد ضرب عنق خالد بن الوليد في زمن أبي بكر لأنه قتل مالك بن نويره المسلم ودخل على زوجته في نفس الليلة ، أصبح عمر يريد أن يستخلفه لأن عمر رأى إن من أخطأ بحق الدين هو أولى بالخلافة ليكمل المسيرة ! فهو بالتأكيد لن يرجع الأمور على ما كان على عهد النبي (ص) !! لأن خالد لو طبق سنّة النبي (ص) لوجب أن يكون هو أول من يطبق عليه حد قتل مسلم واغتصاب زوجته .

 

  رأى عمر أن تكون الخلافة شورى في ستة هم عثمان وعلي وطلحة والزبير وعبد الرحمن بن عوف وسعد ابن أبي وقاص على أن يختار الستة فيما بينهم واحداً منهم خليفة للمسلمين . وكانت خطة مرسومة من عمر باستحالة اختيار الإمام علي بن أبي طالب  لكون طلحة يريد الخلافة لنفسه أو لعثمان ، وسعد وعبد الرحمن بن عوف يميلون إلى عثمان وعثمان يريدها لنفسه ، فكانت كفة عثمان أرجح للخلافة . فعمر لم يكن منصفا فيمن أختارهم للشورى ، بل لم يكن راغبا في خلافة الإمام علي والدليل قوله لولده عبد الله بن عمر حيث قال : إن تولاها الأجلح ( يقصد علي بن أبي طالب ) لسار بهم على الطريق ( أي رجع بهم إلى السنة المحمدية ) فقال له ولده : فلم لا توّله . قال : لا أريد أن أحملها حياً وميتاً ( أنظر فتح الباري ج7 ص68 ). ولذلك طلب عمر لو تساوى أثنين ترجح كفة من يكون عبد الرحمن بن عوف ضمنها !

  يروي المؤرخون إن سعد أعطى صوته لعبد الرحمن بن عوف ، وطلحة أعطى لعثمان ، ورأى الزبير أن يعطي صوته لعلي ، فتساوت الأصوات ثم إن أبن عوف سأل الإمام علي إن كان سيعمل بسنة عمر لو أُستخلف فرفض الإمام علي أن يعمل بما أجرى عمر من تغييرات على السنة النبوية المطهرة . ثم سأل ابن عوف عثمان فوافق عثمان فبايعه بالخلافة !

 

الصفحة الرئيسية