سبيل النجاة

بحث في الخلافات والاختلافات بين السنّة والشيعة

تأليف

ابن أبي تراب

 

 مقدمة :
  بسم الله الملك الحق المبين ، لا إله إلا هو الرحمن الرحيم ، بيده الأمر ، يعز من يشاء ويذل من يشاء وهو العلي القدير . والحمد لله رب العالمين أن بعث الأنبياء والمرسلين مبشرين ومنذرين إلى الناس كافة ، ليخرجهم من الظلمات إلى النور. وبعث فينا رسولاً من أنفسنا عزيزا علينا ، وبالمؤمنين رؤوف رحيم ، سيدنا وحبيب قلوبنا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم ، بشيرا ونذيرا وسراجا منيرا داعيا إلى الصراط المستقيم . فمن اتخذ سبيل الرسول أمن ونجا ، ومن أتخذ سبيل غيره جاء يوم القيامة أعمى ، فيقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا ويا ليتني لم اتخذ فلانا خليلا .

  لا يخفى على القارئ الكريم أن الكثير من القضايا الفكرية والعقائدية التي شغلت المسلمين على مر الزمن أستلزم صرف الجهود الكبيرة والوقت الطويل لبحثها ومناقشتها ، وازدادت المجادلات والمناظرات فيها طوال فترات التاريخ رغم وجود الأدلة العقلية الكثيرة والحجج المنطقية إلى جانب الحقائق الناصعة المحشورة بين ثنايا التاريخ الإسلامي وثوابت في القرآن الكريم والسنّة النبوية المطهّرة التي تقود إلى التسليم القطعي بالحقيقة . لكن ذلك لم يمنع أن يستمر البحث في أسباب الخلاف بين المسلمين طالما ظلوا طوال قرون مضت وإلى اليوم منقسمين إلى فرق دون أمل للالتقاء والاندماج في بوتقة واحدة وتحت راية واحدة .

لقد حذّر رسول الله (ص) من انقسام أمته إلى فرق كثيرة ، وقال كلها في النار إلا واحدة ، وقد حدث ما كان النبي (ص) يحذر منه ، لذلك من الأهمية أن يبحث كل مسلم عن تلك الفرقة الناجية وينضم إليها لينجي نفسه من الهلاك يوم القيامة .

  إن هذا البحث يناقش بموضوعية أهم القضايا التاريخية والاختلافات الفكرية والعقائدية التي أدت إلى تمزيق الأمة الإسلامية منذ القرن الهجري الأول . ويسلط الضوء على الكثير من علامات الاستفهام التي بقيت تلازم تلك الأحداث التاريخية ، مما يسهل على القارئ الكريم إدراك الأسباب الحقيقة التي أدت لانقسام المسلمين ، ويلتمس لنفسه طريقا للنجاة يوم البعث .

والله ولي التوفيق ، يهدي إلى سواء السبيل ، إنه رحيم بعباده وإنه سميع مجيب ، والحمد لله رب العالمين .

                                                     ابن أبي تراب

 

الفهرست

الصفحة الرئيسية