! سلام مربع .. لسلام السيد بوش

فى زمن العجائب كل شىء جائز .. أن يستعين شارون بأعتى مؤسسات الدعاية الأمريكية لتلميع وجهه وصورة إسرائيل فهذا حقه , لكن المثير للدهشة والشفقة فى نفس الوقت أن يقوم رامبو الكبير" السيد بوش " شخصيا بدور إعلامى لنيرون العصر شارون ! لمنحه فسحة من الوقت كى ينهى عمله حتى يكون جاهزا للسلام ! هذا هو الدافع الحقيقى لخطاب السيد بوش عصر اليوم 4-4-2002 فكل مايحتاجه شارون الآن هو فسحة من الوقت للإجهاز على كل من لايركع لسيادته ثم بعد ذلك سلام الراكعين .. ونقول لسيادته : رغم كل هذه البربرية الإسرائيلية الغير مسبوقة فى كل العصور ظل هناك شعبا أبيا صامدا صمودا أسطوريا متمسكا بقيادته التى تحلت بشجاعة حذفت من القاموس العربى الحديث ! وأصبحت الفتاة ذات السبعة عشرة ربيعا والتى أحاطت خصرها بحزام من المتفجرات هى القوة التى لاتملك معامل الأبحاث ومراكز الدراسات ووكالات المخابرات الأمريكية لها حلا حتى أن فضيلة الشيخ بوش يتحدث عن تلك الظاهرة فى خطابه ويعلن عن فتواه الخاصة بالفرق بين القتلة والإستشهاديين ! جزاه الله كل الخير ! إن المأزق الخطير هو بقاء عرفات صامدا حيث كان من المفترض بعد حملة الترويع والإذلال والإمتهان التى تم إعدادها فى إستديوهات هوليود أن يخر راكعا وسائلا بلهفة عن المكان الذى يبصم فيه على الأوراق الخاصة بسلام الراكعين ونافذا بجلده كبقية النافذين ! إن شارون يعلم أنه لابد أن تنسحب قواته من المناطق أ الخاضعة للسلطة يوما ما وسوف يخرج عرفات بعد كل ذلك منتصرا وهذا هو الكابوس الحقيقى أو بالتأكيد سقوط حكومة شارون وخروجه وإجراء إنتخابات , كما أن السيد بوش أيضا سوف يواجه إنتخابات التجديد النصفى فى الخريف القادم وكان لابد من عقد صفقة بين الرجلين وهذا هو تفسير الإنحياز الأمريكى بصورة قبيحة للتصرفات الشارونية أى أن الأمور محسوبة بالعقل والمنطق والمصلحة والمدهش فى الأمر هو كيف إستعصى ذلك على كبارات الساسة العرب الذين نسوا أن السياسة مصالح وليست عواطف وقيم نبيلة ومثل عليا هل المطلوب من السيد بوش أن يتحول إلى إستشهاديا ويضحى بكرسى الرئاسة من أجل سواد عيون العرب ؟! وتكرارا للمشاهد حيث تم تأخير إرسال زينى فى المرة الأخيرة هذه لإعطاء شارون بعض الوقت عندما إجتاحت القوات الإسرائيلية للمخيمات الفلسطينية يتم الآن الإعلان عن إرسال السيد كولن باول الأسبوع القادم وكأن الموقف ليس ساخنا ومأساويا لدرجة تستدعى إرساله فورا أو كأن فى إرساله طوق النجاة ! وهناك زينى مازال موجودا فماذا فعل ؟ إنها تجارة الأوهام والإستخفاف بعقولنا و جرعات التخدير المحسوبة لتغييب مابقى من الوعى القومى لدى القليل المتبقى فى بر العرب والمسلمين وسوف يستمر مسلسل القهر والتدمير لكل ماهو غير مستأنس فاليوم فلسطين وغدا العراق وبعد غد لبنان وسوريا ثم إيران وأخيرا باكستان وقد يختلف فقط الترتيب فهذه هى العقبات أمام الحلم الصهيونى الكبير وإزالتها ضرورية ولا مخرج إلا أن نكون كالبنيان المرصوص كما أمرنا سيد الخلق صلوات الله عليه وسلامه . اللهم قد بلغت اللهم فإشهد

إسلام العربى

5/4/2002